حذّرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من تدهور الوضع الإنساني الحاد في شمال الضفة الغربية، مشيرةً إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ بداية العام أدت إلى تدمير واسع النطاق وتهجير قسري لسكان المخيمات. وقد أفرغت هذه العمليات مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس بشكل كامل، مما يثير قلقاً بالغاً بشأن مستقبل آلاف اللاجئين الفلسطينيين. هذا التطور يأتي في سياق تصعيد مستمر في الضفة الغربية.
وقال رولاند فريدريك، مدير شؤون الأونروا في الضفة الغربية، إن الدمار في المخيمات “مستمر بلا هوادة” الضفة الغربية بعد أكثر من عشرة أشهر من التصعيد، ووصف هذه المناطق بأنها “مدن أشباح” بعد أن كانت مراكز حياة نابضة. وتتواصل جهود الأونروا لتقييم الاحتياجات الإنسانية المتزايدة وتقديم المساعدات الضرورية للمتضررين.
تدهور الأوضاع الإنسانية في مخيمات اللاجئين
وتشير تقديرات الأونروا إلى أن أكثر من 32 ألف فلسطيني قد نزحوا قسراً من مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس. وتأتي هذه الموجة من النزوح في أعقاب أوامر هدم إسرائيلية متكررة، مدفوعة بذريعة “الأغراض العسكرية”. التهجير القسري يفاقم الأزمة الإنسانية القائمة في المنطقة.
أوامر الهدم وتصعيد التوتر
أضاف فريدريك أن الجيش الإسرائيلي لا يزال يصدر أوامر هدم جديدة، بما في ذلك أمر حديث يشمل هدم 12 مبنى بالكامل و11 مبنى جزئياً في مخيم جنين، على أن يبدأ تنفيذه قريباً. وقد سبق ذلك صدور أوامر هدم جماعية طالت أكثر من 190 مبنى في جنين خلال شهري مارس ويونيو الماضيين، بالإضافة إلى تفجير 20 مبنى في فبراير. هذا التصعيد يعكس حالة من التوتر الشديد في المنطقة.
وتعتبر الأونروا أن هذا “التدمير الممنهج” يتعارض مع القانون الدولي، مؤكدةً على أنه يؤدي إلى تعزيز السيطرة الإسرائيلية على المخيمات. كما شددت على الحاجة الملحة إلى إعادة بناء المناطق المتضررة والسماح للسكان بالعودة إلى منازلهم. تحتاج هذه المناطق إلى دعم دولي عاجل لتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان.
وتأتي هذه التطورات في خضم تصعيد إسرائيلي مستمر في الضفة الغربية، والذي بدأ قبل أكثر من عامين وتصاعد بشكل ملحوظ بالتزامن مع الحرب في قطاع غزة. تتضمن هذه الإجراءات عمليات اقتحام واسعة النطاق، واعتقالات، واغتيالات، مما يزيد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة. الوضع في غزة له تأثير مباشر على التطورات في الضفة الغربية.
وبحسب بيانات رسمية فلسطينية، فقد أسفرت الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية عن مقتل أكثر من 1083 فلسطينياً وإصابة ما يزيد عن 11 ألفاً واعتقال أكثر من 20500 شخص منذ بدء التصعيد. هذه الأرقام تشير إلى حجم الخسائر البشرية الناجمة عن الصراع.
إضافة إلى ذلك، تشير التقارير إلى تزايد القيود على حركة الفلسطينيين في الضفة الغربية، مما يعيق وصولهم إلى الخدمات الأساسية وفرص العمل. تركز الهيئات الدولية بشكل متزايد على توفير المساعدات الإنسانية للفلسطينيين المتضررين في الضفة الغربية. هناك حاجة إلى زيادة الضغط الدولي لضمان حماية المدنيين واحترام القانون الدولي.
من جهة أخرى، يتزايد القلق الدولي بشأن مستقبل العملية السلمية في المنطقة. تشير العديد من المصادر إلى أن فرص استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين ضئيلة في الوقت الحالي. يتطلب حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي جهوداً دبلوماسية مكثفة وإرادة سياسية حقيقية من جميع الأطراف.
وفي الوقت الحالي، من المتوقع أن تتواصل عمليات الهدم والاعتقال في الضفة الغربية، خاصةً في مخيمات اللاجئين. سيكون من المهم مراقبة ردود فعل المجتمع الدولي على هذه التطورات، وما إذا كانت ستتخذ إجراءات فعالة لحماية المدنيين ووقف التصعيد. كما يجب متابعة أي تطورات جديدة في الموقف التفاوضي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ومعرفة ما إذا كانت هناك فرصة لإنعاش العملية السلمية.






