في عالم مليء بالنصائح الغذائية المتضاربة، يظل مفهوم الإفطار باعتباره أهم وجبة في اليوم راسخًا، مدعومًا بتوصيات الخبراء. يؤكد متخصصو التغذية على أهمية البدء بوجبة متوازنة لتوفير الطاقة اللازمة، وتحسين التركيز، وتجنب الجوع المفرط خلال اليوم. ومع ذلك، فإن اختيار الأطعمة المناسبة للإفطار أمر بالغ الأهمية، حيث يمكن أن تقوض بعض الخيارات الشائعة هذه الفوائد، بل وتضر بالصحة.
توضح الدكتورة سامي جيل، أخصائية التغذية المعتمدة، أن تناول إفطار مغذي هو على الأرجح الخيار الأمثل للجميع. فهو يساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم، ويدعم عملية التمثيل الغذائي، ويساهم في الشعور بالشبع والرضا. ولكن، في كثير من الأحيان، يتم استبدال هذه الوجبة ببدائل سريعة وسهلة، والتي قد تكون غنية بالسكريات المضافة والمواد الحافظة، مما يلغي الفوائد الصحية المحتملة.
أضرار ألواح الإفطار الجاهزة
أصبحت ألواح الإفطار خيارًا شائعًا بين الأشخاص الذين يبحثون عن وجبة سريعة وسهلة، وغالبًا ما يتم تسويقها كبديل صحي. ومع ذلك، تحذر الدكتورة جيل من أن العديد من هذه المنتجات تحتوي على كميات كبيرة من المكونات المضافة، مثل السكر والمستحلبات، والتي يمكن أن تكون ضارة بالصحة. تُستخدم هذه المواد لتحسين الطعم والملمس، ولكنها غالبًا ما تخفي القيمة الغذائية الحقيقية للمنتج.
تشير الدراسات الحديثة إلى أن المستحلبات، وهي مواد كيميائية تضاف إلى العديد من الأطعمة المصنعة، قد تؤثر سلبًا على صحة الأمعاء. وقد ارتبطت هذه المواد باضطرابات في الجهاز الهضمي، مثل الانتفاخ والإسهال، وقد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تسبب السكريات المضافة ارتفاعًا سريعًا في مستويات السكر في الدم، يتبعه انخفاض مفاجئ، مما يؤدي إلى الشعور بالتعب والجوع.
بديل صحي: ألواح الشوفان المنزلية
لضمان الحصول على إفطار صحي ومغذي، توصي الدكتورة جيل بتحضير ألواح الإفطار في المنزل. يمكن تحضير هذه الألواح بسهولة باستخدام مكونات بسيطة وطبيعية، مثل الشوفان والموز وزبدة الفول السوداني. هذا يسمح بالتحكم الكامل في المكونات المستخدمة، وتجنب السكريات المضافة والمواد الحافظة الضارة.
مخاطر الإفراط في تناول الحبوب
يعتبر الإفطار بالحبوب من العادات الغذائية الشائعة، خاصة بين الأطفال. ومع ذلك، فإن ليس كل أنواع الحبوب صحية بنفس الدرجة. توضح الدكتورة جيل أن العديد من حبوب الإفطار التجارية غنية بالسكريات المضافة وقليلة الألياف، مما يجعلها خيارًا غير مثالي لبدء اليوم. الإفراط في تناول هذه الحبوب يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في الأمعاء، مثل فقدان البكتيريا النافعة.
الألياف ضرورية لصحة الأمعاء، حيث تغذي البكتيريا المفيدة التي تعيش فيها. وتساعد هذه البكتيريا على تحسين الهضم، وتعزيز المناعة، وتقليل الالتهابات. لذلك، من المهم اختيار حبوب الإفطار التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف، مثل الشوفان أو القمح الكامل، وتجنب الأنواع المغلفة بالسكر.
بديل صحي: العصيدة أو بسكويت القمح الكامل
توصي الدكتورة جيل بالعصيدة أو بسكويت القمح الكامل كبديل صحي لحبوب الإفطار المصنعة. يمكن إضافة الفاكهة أو العسل أو المكسرات إلى هذه الخيارات لتعزيز الطعم والقيمة الغذائية. الهدف هو اختيار خيارات غنية بالألياف والبروتين، والتي توفر شعورًا بالشبع لفترة أطول وتساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم.
الحذر من عصائر السموثي الجاهزة والزبادي المنكه
تعتبر عصائر السموثي الجاهزة والزبادي المنكه خيارات شائعة وسهلة، لكنها غالبًا ما تحتوي على كميات كبيرة من السكر المضاف والمواد الحافظة. يناسب العصير بعض الأشخاص، إلا أنه من الأفضل اختيار الفواكه والخضروات الطازجة لتحضير السموثي المنزلي.
وبالمثل، يجب تجنب الزبادي المنكه التجاري، لأنه غني بالسكريات والمواد المضافة. يمكن استبداله بالزبادي العادي، وإضافة الفاكهة أو المكسرات أو العسل لتحسين الطعم والقيمة الغذائية. هذه الخيارات تسمح بالتحكم الكامل في المكونات، وتجنب المواد الضارة.
تسعى وزارة الصحة إلى توعية الجمهور بأهمية اختيار الأطعمة الصحية، وتقديم إرشادات غذائية واضحة. وتشير التقارير إلى أن هناك اهتماماً متزايداً بالبدائل الصحية للإفطار، لكن لا يزال هناك حاجة إلى مزيد من الجهد لتعزيز هذه العادات الغذائية الإيجابية.
من المتوقع أن يتم الإعلان عن مبادرات جديدة لتشجيع تناول الإفطار الصحي في المدارس وأماكن العمل خلال الأشهر القادمة. ومع ذلك، يبقى التحدي في تغيير السلوكيات الغذائية الراسخة، وتوفير خيارات صحية بأسعار معقولة للجميع. ستراقب الجهات المعنية عن كثب تأثير هذه المبادرات على صحة المجتمع، وتعديل الاستراتيجيات حسب الحاجة.






