اختطاف المئات من الطلاب من مدرسة كاثوليكية في نيجيريا أثار موجة من القلق الدولي. وقد اختطف مسلحون مجهولون أكثر من 250 طفلًا ومدرسًا من مدرسة سانت ماري في مجتمع بابيري شمال البلاد يوم الجمعة. وتأتي هذه الحادثة في سياق تصاعد العنف في المنطقة، مما يثير تساؤلات حول أمن المدارس في نيجيريا وقدرة الحكومة على حماية مواطنيها.
أفادت تقارير إخبارية بأن العديد من الأطفال المختطفين لا يتجاوز عمرهم 5 سنوات، مما يزيد من خطورة الموقف. وذكرت مسؤولة في الراهبات التبشيريات، ماري بارون، أن غالبية الأطفال المفقودين من المرحلة الابتدائية، حيث يرسل الأهالي أطفالهم إلى المدارس الداخلية نظرًا لعدم توفر التعليم في مناطقهم. وقد تمكن 50 طالبًا تتراوح أعمارهم بين 10 و 18 عامًا من الفرار بشكل فردي بين يومي الجمعة والسبت.
تصاعد عمليات الخطف في نيجيريا
لا يزال مصير 253 طالبًا و 12 معلمًا الآخرين مجهولاً، وتجري عمليات بحث واسعة النطاق بقيادة قوات أمنية محلية ومتطوعين من الصيادين. لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن، مما يعقد جهود تحديد دوافع الخاطفين والتفاوض لإطلاق سراح الرهائن. وتعتبر عمليات الخطف في نيجيريا مشكلة متفاقمة، خاصة في شمال البلاد، حيث تنشط جماعات مسلحة مختلفة.
تفاصيل هروب الطلاب
أفادت إحدى الطالبات الفارّات بأنها والآخرين قفزوا فوق جدار المدرسة وركضوا في الغابة، واستمروا في المشي لساعات بحثًا عن مكان آمن. وأوضحت أنها لم تعرف كيف تعود إلى المدرسة، فاستمرت في السير حتى وصلت إلى منطقة مألوفة. يعكس هذا وصفًا لظروف الهروب الصعبة والذعر الذي عانوا منه.
خلفية العنف الديني والاجتماعي
تواجه نيجيريا تاريخًا طويلًا من العنف الديني والاجتماعي، خاصة في المناطق التي تشهد صراعًا بين المجتمعات المسيحية والمسلمة. وقد أثارت هذه الهجمات، بالإضافة إلى حوادث مماثلة سابقة، مخاوف متزايدة بشأن سلامة المسيحيين والمؤسسات المسيحية في البلاد. وقد صنفت إدارة ترامب نيجيريا كـ “دولة ذات اهتمام خاص” فيما يتعلق بالانتهاكات الدينية، وهو التصنيف الذي اعترضت عليه الحكومة النيجيرية.
هذه الحادثة ليست منعزلة، ففي الماضي، وقعت عمليات اختطاف مماثلة تستهدف المدارس، غالبًا بهدف الحصول على فدية. وقد أدت هذه الحوادث إلى تعطيل العملية التعليمية ونزوح العديد من الأسر. وتواجه السلطات تحديًا كبيرًا في معالجة الأسباب الجذرية للعنف وتوفير الأمن الكافي للمدنيين، وخاصة الطلاب والمعلمين. بالإضافة إلى ذلك، تفتقر المناطق الريفية في نيجيريا إلى البنية التحتية الأمنية الكافية، مما يزيد من سهولة تعرضها للهجمات.
تؤكد ماري بارون على أهمية بذل جهود مشتركة ومتضافرة للعثور على الأطفال المتبقين. وتعرب عن ثقتها بأنه من خلال توفير الموارد اللازمة وتعبئة الدعم الكافي، يمكن تحقيق ذلك. ويرى مراقبون أن الاستجابة الفعالة تتطلب تعاونًا وثيقًا بين الحكومة النيجيرية والمجتمع الدولي.
يهدف العمل الأمني الجاري إلى تحديد موقع المختطفين وتأمين إطلاق سراحهم. وتتجه الأنظار نحو تطورات التحقيق وتحديد هوية الجناة. من المتوقع أن تستمر عمليات البحث لعدة أيام، وقد تتطلب تدخلًا عسكريًا إذا اتضح أن الخاطفين يختبئون في مناطق نائية أو معقدة.
ستستمر جهود المتابعة لتقييم الوضع على الأرض وتحديد الإجراءات التي يجب اتخاذها لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل، مع التركيز على تعزيز أمن الطلاب وتوفير بيئة تعليمية آمنة ومستقرة.






