:

أطلقت شركة جوجل أحدث إصدار من نموذج الذكاء الاصطناعي لتوليد الصور الخاص بها، “نانو بانانا برو”، بالتزامن مع الجيل الثالث من مساعدها الذكي “جيميناي 3”. يمثل هذا الطرح تطوراً هاماً في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، خاصةً فيما يتعلق بقدرات معالجة اللغة العربية وتوليدها في الصور، مما يفتح آفاقاً جديدة للمستخدمين في المنطقة. يهدف هذا النموذج الجديد إلى تحسين جودة وواقعية الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي.

أعلنت جوجل عن إطلاق “نانو بانانا برو” يوم 23 نوفمبر 2025، وأكد جوش وودوارد، نائب رئيس مختبرات جوجل، أن النسخة الجديدة تتجاوز بكثير قدرات الإصدار الأول الذي ظهر في أغسطس الماضي. التركيز الرئيسي للإصدار الجديد ينصب على تحسين دقة وجودة الصور، وتقديم ميزات متقدمة لم تكن متاحة سابقاً.

“نانو بانانا برو”: قفزة نوعية في توليد الصور بالذكاء الاصطناعي

يتميز “نانو بانانا برو” بقدرته الفائقة على التعامل مع الرسوم البيانية وإنشاء العروض التقديمية بشكل احترافي. وبحسب جوجل، يمكن للنموذج الجديد معالجة ما يصل إلى 14 صورة مختلفة أو 5 شخصيات مختلفة مع الحفاظ على تناسق مظهرها، وهو ما يجعله أداة قوية للمصممين والمسوقين. هذه القدرات تعزز بشكل كبير من إمكانات الذكاء الاصطناعي في مساعدة المستخدمين على إنجاز المهام الإبداعية بكفاءة أعلى.

إقبال المستخدمين والدعم اللغوي

كان نموذج “نانو بانانا” السابق قد حقق نجاحاً لافتاً عند إطلاقه في سبتمبر، حيث جذب أكثر من 13 مليون مستخدم جديد إلى منصة “جيميناي”. يعكس هذا الإقبال الكبير الاهتمام المتزايد بتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وقدرتها على تقديم حلول مبتكرة في مختلف المجالات. أحد أبرز التطورات في “نانو بانانا برو” هو دعمه المتزايد للغة العربية.

ويستطيع النموذج الجديد الآن توليد نصوص عربية سليمة وصحيحة لغوياً بشكل مباشر داخل الصور، مما يمثل突破اً كبيراً في هذا المجال. ووفقاً لمغردين على منصة تويتر، فإن “نانو بانانا برو” يتفوق على العديد من نماذج الذكاء الاصطناعي الأخرى في توليد النصوص العربية بدقة ووضوح. وقد شجع ذلك العديد من المستخدمين على تجربة إبداعاتهم المختلفة وإنتاج صور تتضمن نصوصاً عربية.

كما أضافت جوجل ميزة جديدة إلى “جيميناي” تتيح للمستخدمين فحص الصور لتحديد ما إذا كانت قد تم إنشاؤها باستخدام الذكاء الاصطناعي أم لا، وهي خطوة تهدف إلى تعزيز الشفافية والمصداقية في استخدام هذه التقنية. هذه الميزة تساعد على التمييز بين الصور الحقيقية والصور المولدة، وهي أمر بالغ الأهمية في عصر انتشار المعلومات المضللة.

يتوفر “نانو بانانا برو” حالياً للوصول المحدود من خلال الأدوات المجانية التي تقدمها جوجل، مثل “جيميناي” وأداة “نوت بوك إل إل إم”. ويتمتع المشتركون في الباقات المدفوعة بحدود استخدام أعلى للنموذج، مما يتيح لهم الاستفادة الكاملة من قدراته المتقدمة. الجيل الجديد من الذكاء الاصطناعي يتيح فرصًا استثنائية لإنشاء محتوى عربي أصيل.

أظهر المستخدمون حماساً كبيراً للنموذج الجديد، حيث قاموا بتجربة إنشاء صور متنوعة باستخدام اللغة العربية، بما في ذلك الرسوم التوضيحية والمعلومات البيانية. أحد المغردين على تويتر قام بإنشاء رسم بياني كامل باستخدام نصوص من وزارة الصحة السعودية، معتبراً “نانو بانانا برو” بطلاً قادماً في مجال تصميم الرسوم البيانية العربية. هذا المستوى من الإبداع والتأثير يؤكد على القيمة التي يضيفها هذا النموذج للمستخدمين.

وفي سياق متصل، تزايد الاهتمام بـ الذكاء الاصطناعي التوليدي كمحرك للابتكار في قطاعات مختلفة، مثل التسويق والإعلان والتعليم. تعتمد الشركات والمؤسسات بشكل متزايد على هذه التقنيات لإنشاء محتوى جذاب ومخصص، وتحسين تجربة المستخدم. تعتبر هذه التطورات جزءاً من تحول رقمي أوسع نطاقاً يشهد فيه العالم تطورات متسارعة في مجال التكنولوجيا.

تشير التوقعات إلى أن جوجل ستواصل تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي الخاصة بها، وتقديم المزيد من الميزات والتحسينات في المستقبل القريب. من المتوقع أيضاً أن تزداد المنافسة في هذا المجال، حيث تعمل العديد من الشركات الأخرى على تطوير نماذج مماثلة. يبقى من المهم متابعة التطورات في هذا المجال، وتقييم تأثيرها على مختلف جوانب حياتنا. في المستقبل، ستتركز الجهود على زيادة كفاءة هذه النماذج، وتوسيع نطاق تطبيقاتها، وتعزيز الشفافية والموثوقية في استخدامها.

شاركها.