فرضت الحكومة الفنزويلية عقوبات على ست شركات طيران دولية أوقفت رحلاتها إلى كراكاس في أواخر نوفمبر 2025، مما أدى إلى تصعيد التوترات في المنطقة. يأتي هذا الإجراء ردًا على قرار هذه الشركات بوقف عملياتها بعد تحذير من إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA) بشأن المخاطر المحتملة للطيران فوق فنزويلا. وتتضمن الشركات المتأثرة إيبيريا، وتاب، والخطوط الجوية التركية، وأفيانكا، ولاتام كولومبيا، وجول.

وقد أمهلت الحكومة الفنزويلية الشركات 48 ساعة لاستئناف رحلاتها، وهو ما لم تفعله معظمها. أكد وزير الداخلية الفنزويلي، ديوسدادو كابيلو، أن هذا القرار يعكس سيادة فنزويلا وحقها في تحديد من يدخل أراضيها. وتشير التطورات إلى تدهور العلاقات، خاصة مع تزايد التدخل العسكري الأمريكي في المنطقة.

تصاعد التوترات الإقليمية وتأثيرها على حركة الطيران في فنزويلا

تأتي هذه العقوبات في سياق تصاعد التوترات العسكرية في منطقة البحر الكاريبي، حيث تنفذ الولايات المتحدة عملية الرمح الجنوبي، وهي مبادرة عسكرية واسعة النطاق تهدف إلى مكافحة تهريب المخدرات. وقامت القوات الجوية الأمريكية مؤخرًا بعرض قوة جوية في المياه الكاريبية باستخدام قاذفات B-52H، كجزء من هذه العملية.

بالإضافة إلى ذلك، سمحت جمهورية الدومينيكان مؤقتًا باستخدام قاعدتي سان إيسيدرو الجوية ومطار لاس أميريكاس الدولي لدعم عمليات مكافحة المخدرات الأمريكية. هذا الانتشار العسكري الأمريكي أثار قلقًا في فنزويلا، حيث تعتبره الحكومة استفزازًا وتقويضًا لسيادتها.

في المقابل، دعت نائبة الرئيس التنفيذي الفنزويلية، ديلسي رودريغيز، إلى التهدئة، مؤكدة أن الحل يكمن في الحوار وليس في التصعيد العسكري. وتأكيدًا على موقفها، أشارت رودريغيز إلى أن إرسال السفن والتهديدات العسكرية لن تؤدي إلا إلى تفاقم الأزمة.

ردود الفعل الرسمية واحتمالات الحوار

أعرب المدعي العام الفنزويلي، طارق ويليام صعب، عن ترحيبه بأي مبادرات للحوار المباشر بين الرئيس نيكولاس مادورو والإدارة الأمريكية. وأشار إلى أن الرئيس السابق دونالد ترامب قد أبدى استعداده لإجراء مثل هذه المحادثات بهدف “إنقاذ الأرواح”.

على الرغم من العقوبات، لا تزال بعض شركات الطيران، بما في ذلك Copa وWingo وBoliviana de Aviación وSatena، بالإضافة إلى شركات الطيران المحلية Avior وConviasa، تقدم خدماتها المنتظمة في البلاد. يعني هذا استمرار محدود للاتصال الجوي بفنزويلا، على الرغم من القيود الجديدة.

الأسباب الكامنة وراء تحذير إدارة الطيران الفيدرالية

يعود تحذير إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) إلى مخاوف بشأن البنية التحتية للملاحة الجوية في فنزويلا، فضلاً عن التحديات الأمنية التي تواجه شركات الطيران. أفادت تقارير بأن فنزويلا تعاني من نقص في الصيانة والتحديثات في أنظمة التحكم الجوي، مما يزيد من خطر وقوع حوادث.

علاوة على ذلك، تشير بعض المصادر إلى أن واشنطن قد تكون حريصة على الضغط على فنزويلا من خلال التأثير على حركة الطيران الدولية، في محاولة لتعزيز المطالب المتعلقة بالديمقراطية وحقوق الإنسان. حركة الطيران هي شريان حيوي للاقتصاد الفنزويلي.

من المهم ملاحظة أن الأزمة الحالية تتفاقم بسبب العقوبات الاقتصادية الأمريكية المستمرة على فنزويلا، والتي أدت إلى تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني في البلاد. هذه العقوبات تزيد من صعوبة على الحكومة الفنزويلية الحفاظ على البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك أنظمة الملاحة الجوية.

من المتوقع أن تتفاعل الحكومة الفنزويلية مع أي محاولات أمريكية أخرى لزيادة الضغط في الأيام المقبلة. وستراقب الشركات الدولية عن كثب تطورات الوضع، وتقييم المخاطر المحتملة قبل اتخاذ أي قرارات بشأن استئناف رحلاتها. يبقى مستقبل حركة الطيران إلى فنزويلا غير مؤكدًا، ويتوقف على تطور العلاقات الدبلوماسية وجهود تخفيف التوترات في المنطقة.

شاركها.