كشفت دراسة حديثة أن التوقف عن استخدام حقن إنقاص الوزن، بما في ذلك أوزمبيك، قبل أو أثناء الحمل قد يرتبط بزيادة في الوزن لدى الأم، وزيادة خطر الإصابة بمضاعفات مثل سكري الحمل وارتفاع ضغط الدم والولادة المبكرة. أجريت الدراسة على مجموعة كبيرة من النساء الحوامل في الولايات المتحدة، وألقيت الضوء على المخاطر المحتملة المرتبطة بالتوقف المفاجئ عن هذه الأدوية.
قام باحثون من مستشفى ماساتشوستس العام بريغهام في الولايات المتحدة بتحليل السجلات الصحية الإلكترونية لما يقرب من 1800 امرأة حامل بين عامي 2016 و 2025، مع التركيز بشكل خاص على النساء اللواتي يعانين من السمنة. ونُشرت النتائج في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية (JAMA) في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، ما يثير تساؤلات مهمة حول إدارة الوزن أثناء الحمل.
تأثير التوقف عن أوزمبيك على صحة الأم والجنين
أظهرت الدراسة أن النساء اللواتي توقفن عن تناول ناهضات مستقبلات الببتيد-1 الشبيهة بالغلوكاجون (GLP1 agonist) – وهي الفئة التي ينتمي إليها أوزمبيك – قبل أو في بداية الحمل اكتسبن وزناً إضافياً بمعدل 2.3 كيلوغراماً مقارنة بالنساء اللواتي لم يتناولن هذه الأدوية. يعكس هذا التحول الحاجة إلى التخطيط الدقيق لإدارة الوزن عند الرغبة في الحمل.
علاوة على ذلك، أشارت النتائج إلى أن التوقف عن هذه الأدوية يزيد من احتمالية العديد من المضاعفات الحملية. فقد ارتفع خطر زيادة الوزن المفرطة بنسبة 32%، وخطر الإصابة بسكري الحمل بنسبة 30%، وخطر اضطرابات ارتفاع ضغط الدم بنسبة 29%، وزاد خطر الولادة المبكرة بنسبة 34% لدى النساء اللواتي توقفن عن العلاج.
نتائج الحمل غير المتأثرة
ومع ذلك، لم تجد الدراسة أي ارتباط بين التوقف عن استخدام أوزمبيك أو أدوية مشابهة وبين تغييرات في وزن الطفل عند الولادة، أو مدة المخاض، أو الحاجة إلى الولادة القيصرية. يشير هذا إلى أن تأثير الأدوية يقتصر بشكل أكبر على صحة الأم أثناء الحمل.
أهمية التوصيات الطبية
أكدت الدكتورة جاكلين مايا، الباحثة الرئيسية في الدراسة والمتخصصة في الغدد الصماء لدى الأطفال، على الزيادة الكبيرة في استخدام ناهضات مستقبلات GLP1 في السنوات الأخيرة. وتشير التوصيات الحالية إلى إيقاف هذه الأدوية قبل الحمل بسبب نقص البيانات حول سلامتها على الأجنة، وهو ما يفسر جزئياً النتائج التي توصلت إليها الدراسة.
ما هي ناهضات مستقبلات GLP1 (أوزمبيك)؟
ناهضات مستقبلات الببتيد-1 الشبيهة بالغلوكاجون (GLP1 agonists) هي فئة من الأدوية المستخدمة في الأصل لعلاج مرض السكري من النوع الثاني. تعمل هذه الأدوية عن طريق تحسين إفراز الأنسولين، وتقليل إفراز الجلوكاجون، وإبطاء إفراغ المعدة، مما يؤدي إلى فقدان الوزن. أوزمبيك هو أحد الأدوية الشائعة في هذه الفئة، ويستخدم بشكل متزايد لفقدان الوزن حتى لدى الأشخاص الذين لا يعانون من مرض السكري.
على الرغم من فعاليتها، لا يزال هناك الكثير مما لا نعرفه عن تأثير هذه الأدوية على الجنين النامي. لهذا السبب، يوصي الأطباء عمومًا بالتوقف عن استخدامها قبل الحمل أو بمجرد معرفة المرأة بالحمل.
الخطوات التالية والاعتبارات المستقبلية
أشارت الدكتورة كاميل إي. باو، المؤلفة المشاركة في الدراسة، إلى الحاجة إلى مزيد من البحث لتقييم التوازن بين فوائد استخدام ناهضات مستقبلات GLP1 قبل الحمل والمخاطر المرتبطة بالتوقف عنها أثناء الحمل. يتطلب الأمر دراسات تفصيلية لتقييم الآثار طويلة الأجل على صحة كل من الأم والطفل.
كما شددت على أهمية تطوير استراتيجيات للمساعدة في إدارة الوزن وتقليل المخاطر المحتملة للنساء الحوامل اللواتي يردن التوقف عن هذه الأدوية. قد تشمل هذه الاستراتيجيات تعديلات في النظام الغذائي، وزيادة النشاط البدني، والدعم النفسي.
من المتوقع أن تواصل الباحثون دراسة هذه القضية لتقديم إرشادات أكثر دقة للأطباء والمرضى. حتى يتم الحصول على مزيد من البيانات، من الضروري أن تتشاور النساء اللواتي يعانين من السمنة ويخططن للحمل مع أطبائهن لمناقشة أفضل مسار للعمل فيما يتعلق بأدوية إنقاص الوزن.






