تزايد الاهتمام بقطاع الذكاء الاصطناعي مع ظهور شركة جديدة تدعى “بروميثيوس” (Prometheus)، والتي أسسها رجل الأعمال الشهير جيف بيزوس. وتستقطب الشركة نخبة من الباحثين والمهندسين في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يثير تساؤلات حول أهدافها وطموحاتها في هذا المجال التنافسي. وتأتي هذه التطورات في ظل سباق محموم بين الشركات التكنولوجية الكبرى لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.

كشفت تقارير حديثة، بما في ذلك تحقيق نشرته صحيفة نيويورك تايمز، عن أن بيزوس قام بتجميع فريق من الخبراء المتخصصين في تطوير “الوكلاء الذكيين” (AI agents)، وهي برامج قادرة على أتمتة المهام المختلفة على أجهزة الكمبيوتر. وقد قام العديد من هؤلاء الخبراء بتحديث ملفاتهم الشخصية على موقع لينكدإن للإشارة إلى انضمامهم إلى مشروع بيزوس الجديد، والذي لا يزال محاطًا بالسرية.

شركة بروميثيوس: سباق نحو تطوير الوكلاء الذكيين

لا تزال التفاصيل المتعلقة بشركة بروميثيوس محدودة، حيث لم يتم الكشف عن تاريخ تأسيسها الرسمي أو اسمها القانوني أو مقرها الرئيسي. ومع ذلك، تشير المعلومات المتاحة إلى أن الشركة تركز على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تهدف إلى تحسين كفاءة المستخدمين وإنتاجيتهم. وتشير التقارير إلى أن الشركة تسعى إلى تطوير وكلاء رقميين قادرين على تنفيذ مهام معقدة بشكل مستقل.

تجنيد الكفاءات من الشركات الكبرى

ضم فريق بروميثيوس باحثين بارزين من شركات مثل جوجل ونفيديا. فقد انضم كاميار عزيز الدينسلي، وهو باحث سابق في نفيديا، إلى الشركة في وقت سابق من هذا العام، وفقًا لملفه الشخصي على لينكدإن. كما أن آشيش فاسواني وياكوب أوزكوريت، وهما باحثان سابقان في جوجل اشتهرا بأبحاثهما في مجال الذكاء الاصطناعي، يعملان كمستشارين مؤسسين للشركة.

بالإضافة إلى ذلك، استحوذت بروميثيوس على شركة “جنرال إيجنتس” (General Agents)، وهي شركة ناشئة طورت تقنية “آيس” (Ace)، وهي أداة “طيار كمبيوتر” تعمل في الوقت الفعلي وتتولى تنفيذ المهام بناءً على تعليمات المستخدم. وتتميز “آيس” بسرعتها الفائقة في أداء المهام المختلفة، مثل تنزيل الصور وإرسالها عبر الرسائل النصية.

“آيس” والسرعة كعامل تنافسي

يعتقد هارشا أبيجوناسيكارا، الرئيس التنفيذي لشركة “دونلي” (Donely) المنافسة لـ “جنرال إيجنتس”، أن الاستحواذ على “جنرال إيجنتس” يمثل خطوة مهمة لشركة بروميثيوس. ويرى أن السرعة التي تتميز بها تقنية “آيس” هي نقطة قوة رئيسية، وأنها قد تمنح بروميثيوس ميزة تنافسية كبيرة في سوق الوكلاء الذكيين.

ومع ذلك، يرى بعض المستثمرين أن الاستحواذ على “جنرال إيجنتس” قد يثير مخاوف بشأن المنافسة مع بيزوس في المستقبل. ويرجع ذلك إلى أن “آيس” قد تصبح جزءًا أساسيًا من التقنيات التي تطورها بروميثيوس، مما قد يجعلها قوة مهيمنة في هذا المجال.

تعتبر تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي من أهم التقنيات التي تعتمد عليها هذه الشركات الناشئة، حيث تتيح لها تطوير نماذج ذكية قادرة على فهم اللغة الطبيعية وإنشاء محتوى إبداعي.

تستمر شركة “جنرال إيجنتس” في إصدار تحديثات جديدة لتقنية “آيس”، كما أن موقعها الإلكتروني وإعلانات الوظائف الخاصة بها لا تزال متاحة على الإنترنت. كما انضم قائد فريق في الهند يساعد في تدريب “آيس” إلى شركة بروميثيوس، وفقًا لملفه الشخصي على لينكدإن.

تعتبر هذه التطورات مؤشرًا على أن شركة بروميثيوس تسعى إلى بناء فريق قوي ومتكامل قادر على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة. وتشير التقارير إلى أن الشركة تستثمر بكثافة في البحث والتطوير، وأنها تهدف إلى إحداث ثورة في طريقة تفاعل المستخدمين مع أجهزة الكمبيوتر والبرامج.

من المتوقع أن تكشف شركة بروميثيوس عن المزيد من التفاصيل حول خططها وأهدافها في الأشهر القادمة. ويركز المحللون على متابعة التطورات في مجال الوكلاء الذكيين، وتقييم تأثير شركة بروميثيوس على هذا السوق الناشئ. كما يراقبون عن كثب التنافس بين الشركات التكنولوجية الكبرى في مجال التعلم الآلي، وتأثير ذلك على مستقبل الابتكار التكنولوجي.

شاركها.