:
أصدرت شركة “ألفا اناليتيكس” للتحليل المالي تقريرًا مفصلاً حول أداء شركة بوينج (Boeing Co.)، حيث أشارت إلى تحديات كبيرة تواجه الشركة في الوقت الحالي، مع التركيز على مشاكل سلسلة التوريد وتكاليف الإنتاج المتزايدة. التقرير، الذي نشر يوم الثلاثاء، يقيّم الوضع المالي للشركة وتوقعاتها المستقبلية، ويقدم توصيات للمستثمرين. يغطي التحليل أداء أسهم بوينج، والوضع التنافسي في سوق الطيران، والتأثيرات المحتملة للتنظيمات الحكومية.
التقرير يركز بشكل خاص على تأثير تأخيرات تسليم طائرات 737 MAX و 787 دريملاينر على إيرادات الشركة وربحيتها. يُظهر التقرير أن هذه التأخيرات أدت إلى زيادة في المخزون وتكاليف إضافية للشركة. يُقدر أن هذه المشاكل ستستمر في التأثير على أداء بوينج خلال الربعين القادمين على الأقل.
تحليل مفصل لأداء شركة بوينج
يستعرض التقرير تاريخ بوينج كأحد أكبر مصنعي الطائرات في العالم، مع التركيز على دورها الحيوي في قطاع الطيران التجاري والدفاعي. تأسست الشركة في عام 1916، وشهدت نموًا كبيرًا على مر السنين، لتصبح قوة مهيمنة في الصناعة. ومع ذلك، تواجه بوينج الآن فترة من عدم اليقين بسبب مجموعة من العوامل الداخلية والخارجية.
تحديات سلسلة التوريد
أحد أبرز التحديات التي تواجه بوينج هو اضطراب سلسلة التوريد العالمية. أدى نقص المواد الخام والمكونات الرئيسية إلى تأخيرات في الإنتاج وزيادة التكاليف. وفقًا للتقرير، تعتمد بوينج بشكل كبير على عدد محدود من الموردين، مما يجعلها عرضة لهذه الاضطرابات.
بالإضافة إلى ذلك، أدت جائحة كوفيد-19 إلى تفاقم هذه المشاكل، حيث أثرت على عمليات الإنتاج والشحن في جميع أنحاء العالم. تتوقع “ألفا اناليتيكس” أن تستمر هذه التحديات في التأثير على بوينج حتى نهاية عام 2024، على الرغم من بعض التحسينات الطفيفة التي تم رصدها مؤخرًا.
تكاليف الإنتاج المتزايدة
يشير التقرير إلى أن تكاليف إنتاج بوينج قد ارتفعت بشكل كبير في السنوات الأخيرة. يعزى ذلك إلى عدة عوامل، بما في ذلك ارتفاع أسعار المواد الخام، وزيادة تكاليف العمالة، والاستثمارات الكبيرة في البحث والتطوير.
ومع ذلك، يرى المحللون أن بوينج بحاجة إلى الاستمرار في الاستثمار في التكنولوجيا والابتكار للحفاظ على قدرتها التنافسية في السوق. تعتبر المنافسة مع شركات مثل إيرباص (Airbus) شديدة، وتتطلب من بوينج تقديم منتجات وخدمات عالية الجودة بأسعار تنافسية.
تأثير تأخيرات التسليم
تأثير تأخيرات تسليم طائرات 737 MAX و 787 دريملاينر على أداء بوينج كبير. أدت هذه التأخيرات إلى فقدان الإيرادات وتأخير الاعتراف بالربح. كما أثرت على ثقة العملاء وسمعة الشركة.
وفقًا للتقرير، تعمل بوينج على معالجة هذه المشاكل من خلال زيادة الإنتاجية وتحسين عمليات مراقبة الجودة. ومع ذلك، فإن هذه الجهود قد تستغرق وقتًا طويلاً لتحقيق نتائج ملموسة.
الوضع التنافسي لشركة بوينج في سوق الطيران
يحلل التقرير الوضع التنافسي لشركة بوينج في سوق الطيران العالمي، مع التركيز على المنافسة مع إيرباص. تعتبر إيرباص المنافس الرئيسي لبوينج، وقد اكتسبت حصة سوقية كبيرة في السنوات الأخيرة.
يرجع ذلك إلى عدة عوامل، بما في ذلك تقديم إيرباص لطائرات جديدة ومبتكرة، وتحسين كفاءة عمليات الإنتاج، وتقديم خدمة عملاء أفضل. في المقابل، تواجه بوينج تحديات في الحفاظ على قدرتها التنافسية بسبب مشاكل سلسلة التوريد وتكاليف الإنتاج المتزايدة.
بالإضافة إلى إيرباص، تواجه بوينج منافسة متزايدة من الشركات الصينية مثل كومك (COMAC)، التي تسعى إلى تطوير طائرات تجارية تنافس طائرات بوينج وإيرباص.
التنظيمات الحكومية وتأثيرها على بوينج
يلقي التقرير الضوء على تأثير التنظيمات الحكومية على أداء بوينج. بعد حادثي تحطم طائرات 737 MAX في عامي 2018 و 2019، فرضت إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) قيودًا صارمة على عمليات بوينج.
أدت هذه القيود إلى تأخيرات في تسليم الطائرات وتكاليف إضافية للشركة. ومع ذلك، فإن التقرير يشير إلى أن بوينج قد اتخذت خطوات لتحسين سلامة طائراتها والامتثال للتنظيمات الحكومية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التوترات الجيوسياسية المتزايدة قد تؤثر على قدرة بوينج على تصدير طائراتها إلى بعض الدول. تعتمد بوينج بشكل كبير على الأسواق الدولية، وقد يؤدي أي تقييد على التصدير إلى انخفاض في إيراداتها.
الاستثمار في قطاع الدفاع الأمريكي، وهو جزء كبير من أعمال بوينج، يخضع أيضًا للتدقيق الحكومي. تعتمد الشركة على العقود الحكومية لتوفير الطائرات والمعدات العسكرية، وأي تغيير في السياسة الحكومية قد يؤثر على إيراداتها في هذا القطاع.
التقرير يذكر أيضًا أهمية الاستدامة في صناعة الطيران، والضغط المتزايد على الشركات لتقليل انبعاثات الكربون. تستثمر بوينج في تطوير تقنيات جديدة للطيران المستدام، ولكن هذه الجهود قد تتطلب استثمارات كبيرة ووقتًا طويلاً لتحقيق نتائج ملموسة.
تعتبر أسهم بوينج حاليًا “محايدة” وفقًا لتصنيف “ألفا اناليتيكس”، مع توقعات بتحسن تدريجي في الأداء على المدى المتوسط.
من المتوقع أن تقدم بوينج تقريرًا عن أرباحها للربع الثالث في نهاية شهر أكتوبر. سيراقب المستثمرون عن كثب هذا التقرير لتقييم مدى تقدم الشركة في معالجة مشاكلها وتحسين أدائها المالي. كما سيراقبون أي تطورات جديدة في التنظيمات الحكومية أو التوترات الجيوسياسية التي قد تؤثر على الشركة. تظل التحديات المتعلقة بسلسلة التوريد والإنتاج هي المحرك الرئيسي لتقلبات أسهم الشركة.






