تصاعدت الاتهامات لقوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، حيث كشفت شهادات الناجين لمنظمة العفو الدولية عن جرائم خطيرة تشمل القتل والاختطاف والاغتصاب، مما يثير قلقًا دوليًا بشأن الأوضاع الإنسانية وحقوق الإنسان في السودان. وتأتي هذه التقارير في خضم معارك عنيفة مستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدة مناطق بالبلاد، مما يزيد من معاناة المدنيين.
أفاد شهود عيان ومنظمات حقوقية أن قوات الدعم السريع استهدفت بشكل مباشر المدنيين في الفاشر، وقامت بتنفيذ عمليات قتل جماعي واختطافات بهدف الحصول على فدية، بالإضافة إلى تعرض النساء والفتيات للاعتداء الجنسي الممنهج. وقد وثقت منظمة العفو الدولية شهادات 28 ناجيًا من هذه الانتهاكات، واعتبرتها أدلة دامغة على ارتكاب جرائم حرب.
جرائم الدعم السريع في الفاشر
تأتي هذه الاتهامات في سياق أزمة إنسانية متفاقمة في السودان، حيث أدت الاشتباكات المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى نزوح الملايين من الأشخاص وتدمير البنية التحتية. وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن الوضع في الفاشر يزداد سوءًا، وأن المدنيين يتعرضون لخطر بالغ بسبب القصف العشوائي والعمليات القتالية.
ووفقًا لشهادات الناجين التي جمعتها منظمة العفو الدولية، فإن قوات الدعم السريع قامت بإعدام مدنيين بشكل تعسفي، واختطفت آخرين بهدف الحصول على فدية، واعتدت على النساء والفتيات جنسيًا. كما اتهمت المنظمة قوات الدعم السريع باستهداف المستشفيات والمدارس، مما أدى إلى تعطيل الخدمات الأساسية وتعريض حياة المدنيين للخطر.
الخطف والمطالب المالية
أفاد شهود عيان بأن قوات الدعم السريع تقوم بخطف المدنيين، بمن فيهم كبار السن والأطفال، وتطلب من عائلاتهم دفع مبالغ مالية كبيرة مقابل إطلاق سراحهم. وقد وثقت منظمة العفو الدولية حالات عديدة حيث تعرضت العائلات لضغوط شديدة لجمع الأموال اللازمة لدفع الفدية، وفي بعض الحالات، لم تتمكن العائلات من دفع الفدية، مما أدى إلى إعدام المختطفين.
الاعتداءات الجنسية
تعتبر الاعتداءات الجنسية من بين أسوأ الانتهاكات التي ترتكبها قوات الدعم السريع في الفاشر. وقد أفادت العديد من النساء والفتيات بأنهن تعرضن للاغتصاب والاعتداء الجنسي من قبل عناصر المليشيات، وغالبًا ما يتم ذلك أمام أعين ذويهن. وتؤكد منظمة العفو الدولية أن هذه الاعتداءات الجنسية تشكل جرائم حرب، وأن مرتكبيها يجب أن يحاسبوا.
وأضافت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أغنيس كالامارد، أن الوضع في الفاشر مأساوي، وأن المدنيين يتعرضون لأبشع أنواع المعاناة. وطالبت كالامارد بفتح تحقيق فوري ومستقل في الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع، وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة. كما دعت إلى توفير حماية فورية للمدنيين في الفاشر، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إليهم.
وتشهد ولايات كردفان الثلاث (شمال وغرب وجنوب) اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أسابيع، ضمن حرب بدأت في أبريل/نيسان 2023. وقد أدت هذه الحرب إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص ونزوح حوالي 13 مليون شخص، مما يشكل أكبر أزمة لاجئين في العالم.
من المتوقع أن تستمر المعارك في الفاشر والمناطق المحيطة بها في الأيام والأسابيع القادمة، مما يزيد من المخاوف بشأن سلامة المدنيين. وتعتمد التطورات المستقبلية على قدرة الأطراف المتنازعة على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة. ومع ذلك، لا تزال آفاق السلام في السودان غير واضحة، ويتطلب الأمر جهودًا دولية مكثفة لإنهاء هذه الحرب المأساوية.






