أعلنت شركة أرامكو السعودية عن اختيار بنك سيتي غروب لترتيب عملية بيع محتملة لحصة في أصولها المتعلقة بمحطات تخزين وتصدير النفط، في صفقة تقدر بمليارات الدولارات. يأتي هذا الإعلان في إطار سعي أرامكو لتعزيز سيولتها المالية وتنويع مصادر تمويلها، خاصةً في ظل تقلبات أسعار النفط وتغيرات السوق العالمية. وتعد هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية أوسع لبيع بعض الأصول غير الأساسية.
تم اختيار سيتي غروب بعد منافسة بين عدة بنوك استثمارية كبرى من وول ستريت، وفقًا لمصادر مطلعة. ولم تعلق أرامكو ولا سيتي غروب بشكل رسمي على هذه التطورات حتى الآن. العملية تهدف إلى جذب استثمارات من صناديق البنية التحتية العالمية والتي تبحث عن فرص استثمارية مستقرة وذات عائد طويل الأجل.
أرامكو تستعد لبيع أصول تخزين وتصدير النفط
تأتي هذه الخطوة بعد أن كُلِّفَ بنك جيه بي مورغان تشيس سابقًا بتقديم المشورة بشأن بيع حصص في البنية التحتية لخطوط النفط والغاز، وهو ما يشير إلى أن أرامكو تتبنى نهجًا تدريجيًا في بيع أصولها. وتشمل الأصول المطروحة للبيع البنية التحتية الحيوية في رأس تنورة على الخليج العربي، بالإضافة إلى محطات مماثلة على البحر الأحمر، وحصص في محطات تخزين وتصدير في هولندا ومصر واليابان.
تأثير تقلبات أسعار النفط
شهدت أسعار النفط تراجعًا ملحوظًا هذا العام، بنسبة تقدر بحوالي 16%، مما أثر على الإيرادات الإجمالية لشركة أرامكو. على الرغم من أن زيادة الإنتاج ساهمت في تخفيف حدة هذا التأثير، إلا أن الشركة تدرس بعناية خياراتها الاستثمارية وتولي اهتمامًا خاصًا بتوفير السيولة اللازمة لتمويل المشاريع المستقبلية.
صفقات سابقة وجارية
في وقت سابق من هذا العام، أبرم تحالف بقيادة شركة بلاك روك صفقة استئجار وإعادة تأجير بقيمة 11 مليار دولار لمرافق تخدم مشروع غاز الجافورة في المملكة. بالإضافة إلى ذلك، يجمع تحالف بلاك روك حاليًا 10 مليارات دولار لتمويل الاستثمار في أصول أرامكو في الجافورة. هذه الصفقات تؤكد اهتمام المستثمرين الدوليين بقطاع الطاقة السعودي.
تعتبر البنية التحتية لتخزين وتصدير النفط من الأصول الاستراتيجية لأرامكو، وتلعب دورًا حيويًا في ضمان استمرار إمدادات الطاقة إلى الأسواق العالمية. وتشمل هذه البنية التحتية شبكة واسعة من الخزانات والأنابيب والمراسي التي تسمح للشركة بتخزين وتصدير كميات كبيرة من النفط الخام والمنتجات المكررة.
يرى محللون أن عملية البيع المحتملة لحصة في أصول تخزين وتصدير النفط قد تجذب اهتمامًا كبيرًا من قبل صناديق البنية التحتية الكبرى، نظرًا لاستقرار هذه الأصول وإمكانية تحقيق عوائد مجدية على الاستثمار. كما أن هذه الصفقة قد تساهم في تعزيز مكانة أرامكو كشركة رائدة في قطاع الطاقة العالمي.
من المتوقع أن تبدأ أرامكو عملية البيع الرسمية في أوائل العام المقبل، ولكن لا يزال التوقيت والهيكل النهائي للصفقة غير محددين. وتعتمد هذه العوامل على عدة متغيرات، بما في ذلك ظروف السوق وتقييم الأصول ومدى اهتمام المستثمرين.
بالإضافة إلى ذلك، قد تؤثر التطورات الجيوسياسية في المنطقة على عملية البيع.
الكلمات المفتاحية الثانوية: الاستثمار الأجنبي المباشر، صناديق البنية التحتية، سوق الطاقة.
في الختام، تمثل خطوة أرامكو لبيع حصة في أصولها المتعلقة بتخزين وتصدير النفط تطورًا هامًا في استراتيجيتها لتعزيز مكانتها المالية والاستثمارية. ومن المتوقع أن يشهد العام المقبل تطورات إضافية في هذا الصدد، حيث تستعد الشركة لإطلاق عملية البيع الرسمية. وسيكون من المهم متابعة التطورات الجيوسياسية وتقلبات أسعار النفط لتقييم تأثيرها على هذه الصفقة.





