هل تخطط لرحلة إلى جزر الأزور؟ قد تواجه صعوبات في الوصول إلى هذه الوجهة السياحية الجميلة في المستقبل القريب. أعلنت شركة Ryanair، وهي من أكبر شركات الطيران منخفضة التكلفة في أوروبا، عن نيتها وقف جميع رحلاتها إلى جزر الأزور اعتبارًا من مارس 2026، مبررة ذلك بارتفاع تكاليف التشغيل والضرائب الجديدة في البرتغال.

يأتي هذا القرار في وقت تشهد فيه جزر الأزور نموًا ملحوظًا في قطاع السياحة، حيث ساهمت رحلات Ryanair بأسعارها المعقولة في جعل هذه الجزر وجهة سياحية جذابة للعديد من المسافرين. الخطوة قد تؤثر بشكل كبير على خيارات السفر المتاحة وتزيد من تكلفة الوصول إلى الأرخبيل الأطلسي.

لماذا تهدد Ryanair بالانسحاب من جزر الأزور؟

أرجعت Ryanair قرارها إلى عدة عوامل، أبرزها ارتفاع رسوم المطارات التي تديرها شركة ANA الفرنسية، والتي تملكها مجموعة فينشي. وتزعم الشركة أن هذه الرسوم ارتفعت بنسبة تصل إلى 35% منذ عام 2020، مما يجعل تشغيل الرحلات إلى جزر الأزور غير مربح.

بالإضافة إلى ذلك، انتقدت Ryanair الزيادات التي فرضتها الحكومة البرتغالية في رسوم مراقبة الحركة الجوية وضريبة السفر التي تبلغ قيمتها 2 يورو لكل راكب. وتعتبر الشركة أن هذه الزيادات تزيد من العبء المالي على شركات الطيران وتؤثر على قدرتها على تقديم أسعار تنافسية.

الضرائب البيئية وتأثيرها على الرحلات

كما أشارت Ryanair إلى تأثير “الضرائب البيئية المناهضة للمنافسة”، مثل نظام تداول الانبعاثات في الاتحاد الأوروبي (ETS)، والذي يفرض رسومًا على الرحلات الجوية داخل أوروبا. ترى الشركة أن هذا النظام يضعف قدرتها التنافسية مقارنة بالرحلات الطويلة إلى وجهات خارج أوروبا.

وفقًا لجيسون ماكجينيس، المدير التجاري لشركة Ryanair، فإن ارتفاع التكاليف يجعل الشركة “بلا بديل” سوى إغلاق خدماتها في جزر الأزور وإعادة توجيه الطائرات إلى مطارات أخرى في أوروبا حيث تكون التكاليف أقل. وتقدر الشركة أن هذا القرار سيؤدي إلى إلغاء ستة مسارات وتقليل عدد المسافرين السنويين بمقدار 400 ألف مسافر.

تأثير قرار Ryanair على السياحة في جزر الأزور

تعتبر جزر الأزور من الوجهات السياحية الناشئة التي تشهد إقبالًا متزايدًا من السياح الباحثين عن الطبيعة الخلابة والمغامرات في الهواء الطلق. وقد ساهمت رحلات Ryanair بأسعارها المنخفضة في تعزيز السياحة في هذه الجزر.

إذا نفذت Ryanair تهديدها، فقد يواجه المسافرون خيارات أقل وربما أسعارًا أعلى للوصول إلى جزر الأزور. ومع ذلك، هناك احتمال أن تتدخل شركات طيران أخرى لملء الفراغ الذي ستتركه Ryanair، كما حدث في الماضي عندما قامت الشركة بتقليص خدماتها في البرتغال وإسبانيا.

تخدم حاليًا عدة شركات طيران جزر الأزور، بما في ذلك TAP البرتغالية، و Iberia الإسبانية، و Lufthansa الألمانية، و TUI، و Transavia، التي تقدم رحلات إلى لشبونة وبورتو ومدن أخرى. حتى الآن، لم تعلن أي من هذه الشركات عن خطط لزيادة عدد رحلاتها إلى الجزر.

تخفيضات Ryanair في أنحاء أوروبا

لا يقتصر قرار Ryanair على جزر الأزور فحسب، بل يشمل أيضًا تخفيضات في رحلاتها عبر أنحاء أوروبا. ففي إسبانيا، أعلنت الشركة عن تعليق خدمات الشتاء إلى مدن مثل فيغو وسانتياغو دي كومبوستيلا.

وفي ألمانيا، تخطط Ryanair للتخلي عن العديد من المسارات الشتوية الشهيرة، بما في ذلك إلى برلين وهامبورغ ودورتموند، حيث تعيد الشركة صياغة شبكتها لعام 2026. وفي فرنسا، أشارت Ryanair إلى إمكانية انسحابها من العديد من المطارات الإقليمية، مثل بريف وبيرجراك وستراسبورغ، معتبرة أنها “غير قابلة للحياة” في ظل الظروف الحالية.

يبقى الوضع قيد المراقبة، حيث أن انسحاب Ryanair من جزر الأزور لم يحدث بعد، ومن المقرر أن يبدأ في مارس 2026. هذا يترك مجالًا للمفاوضات بين الشركة والحكومة البرتغالية وشركة ANA. ومع ذلك، في ظل عدم وجود بدائل واضحة واعتماد الجزر على الرحلات الجوية بأسعار معقولة، قد يجد المسافرون صعوبة أكبر في الوصول إلى هذه الوجهة السياحية في المستقبل.

شاركها.