تشهد محافظة دومة الجندل في منطقة الجوف السعودية اهتمامًا متزايدًا من الزوار والسياح، مدفوعًا بثرائها التاريخي والأثري. ومن أبرز المعالم التي تجذب المهتمين بـ قلعة مارد الأثرية، التي تقع في البلدة القديمة وترتفع على ربوة تطل على المدينة. يعود تاريخ القلعة إلى القرن الثالث الميلادي، وتعتبر من أهم المواقع التاريخية في شمال المملكة.
تستقطب قلعة مارد، التي تقع على ارتفاع 620 مترًا فوق سطح البحر، أعدادًا متزايدة من السياح المحليين والأجانب الراغبين في استكشاف تاريخ المنطقة. وقد أصبحت القلعة نقطة جذب رئيسية في خطط التنمية السياحية للمنطقة، حيث تسعى الهيئة العامة للسياحة والترفيه إلى تطويرها وترميمها لتعزيز مكانتها كوجهة سياحية متميزة. تتميز القلعة بتصميمها المعماري الفريد الذي يجمع بين الطين والحجر.
أهمية قلعة مارد التاريخية والثقافية
تعتبر قلعة مارد شاهدًا على تاريخ عريق شهدته المنطقة على مر العصور. تشير المصادر التاريخية إلى أن القلعة كانت ذات أهمية استراتيجية كبيرة، حيث استخدمت كحصن دفاعي ونقطة مراقبة للتحكم في الطرق التجارية البرية التي كانت تمر بالمنطقة. وقد لعبت دورًا هامًا في حماية القوافل التجارية ومنع الغارات.
تطور القلعة عبر العصور
لم تقتصر أهمية القلعة على فترة محددة، بل استمرت عبر مختلف العصور التاريخية. فقد شهدت القلعة ترميمات وإضافات من قبل مختلف الحكام والقبائل التي سيطرت على المنطقة، مما أضفى عليها طابعًا معماريًا متنوعًا يعكس تاريخها الغني. تظهر هذه التعديلات بوضوح في اختلاف مواد البناء المستخدمة في الطابقين العلوي والسفلي.
بنية القلعة المعمارية الفريدة
يتكون المبنى الرئيسي للقلعة من طابقين، حيث تم بناء الطابق العلوي من الطين، بينما تم بناء الطابق السفلي من الحجر. تحيط بالقلعة أسوار قوية مزودة بفتحات دفاعية وأربعة أبراج للمراقبة، مما يعكس التصميم الدفاعي المحكم الذي كانت تتمتع به. كما تحتوى القلعة على العديد من الغرف والممرات والساحات الداخلية.
جهود الترميم والتطوير
تبذل الهيئة العامة للسياحة والترفيه جهودًا كبيرة لترميم وتطوير قلعة مارد. وقد تم تنفيذ العديد من المشاريع الترميمية للحفاظ على القلعة ومنع تدهورها. تتضمن هذه المشاريع معالجة الشقوق والتصدعات في الجدران، وترميم الأبراج، وتنظيف الساحات الداخلية والخارجية.
بالإضافة إلى الترميم، تشمل خطط التطوير إنشاء متحف صغير داخل القلعة لعرض تاريخها ومعالمها الأثرية. كما يدرس الجهد إمكانية تحويل القلعة إلى مركز ثقافي يقدم الفعاليات والأنشطة التي تعزز الوعي بالتراث المحلي. بالإضافة إلى ذلك، يتم تجهيز المواقع المحيطة بالقلعة لاستقبال الزوار وتوفير الخدمات اللازمة لهم.
السياحة في دومة الجندل وتأثير قلعة مارد
تسهم قلعة مارد بشكل كبير في تعزيز السياحة في محافظة دومة الجندل. تعتبر القلعة نقطة انطلاق للزوار لاستكشاف المواقع الأثرية الأخرى في المنطقة، مثل النقوش الصخرية في الموقع الأثري بالجمرة. بالإضافة إلى ذلك، توفر القلعة فرصة للتعرف على ثقافة وحياة أهالي المنطقة.
يشهد قطاع السياحة في دومة الجندل نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، بفضل الاستثمارات الحكومية والخاصة في تطوير البنية التحتية السياحية. وقد ساهم ذلك في زيادة أعداد الزوار وتنوع الأنشطة السياحية المتاحة في المنطقة. أدى هذا التطور أيضًا إلى خلق فرص عمل جديدة وتعزيز الاقتصاد المحلي.
تعتبر محافظة الجوف بشكل عام، ودومة الجندل بشكل خاص، وجهة جاذبة لعشاق السياحة الأثرية والتاريخية، لما تحتويه من مواقع فريدة تعود إلى عصور مختلفة. وتشير التقارير إلى أن المنطقة تتمتع بإمكانات سياحية كبيرة يمكن استغلالها بشكل أفضل في المستقبل. في المقابل، تتزايد الجهود المبذولة لتأهيل وتدريب الكوادر العاملة في القطاع السياحي.
وتستعد وزارة السياحة لإطلاق حملة ترويجية واسعة النطاق للمنطقة، بهدف جذب المزيد من السياح وتعزيز مكانتها كوجهة سياحية رائدة. وتشمل هذه الحملة استخدام وسائل الإعلام المختلفة، والمشاركة في المعارض السياحية الدولية. كما يتم تطوير تطبيقات للهواتف الذكية توفر معلومات مفصلة عن المواقع السياحية في المنطقة.
من المتوقع أن يتم الانتهاء من المرحلة الأولى من مشروع تطوير قلعة مارد بحلول نهاية العام القادم. تعتمد وتيرة التقدم على توفر الميزانية والظروف الجوية. سيستمر التركيز على تقييم الأثر البيئي والاجتماعي لمشاريع التطوير، بالإضافة إلى مراقبة تدفق السياح لتقييم فعالية الجهود المبذولة.






