انتشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لأم أمريكية قررت اتباع نهج اقتصادي في شراء هدايا عيد الميلاد لأطفالها الأربعة، ما أثار جدلاً واسعاً. اختارت الأم، التي تُدعى جاد، شراء الهدايا من متاجر التوفير (thrift stores) بدلاً من المتاجر التقليدية، في مبادرة أطلقت عليها اسم “كريسماس التوفير” (Thriftmas) لتجنب الديون وتوفير المال لعطلة عائلية مستقبلية. وقد حصد الفيديو أكثر من مليوني مشاهدة على تطبيق TikTok.

أزمة اقتصادية تدفع إلى “كريسماس التوفير”

في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة والضغوط الاقتصادية المتزايدة، يواجه العديد من الأسر صعوبة في تحمل نفقات الأعياد. وفقًا لتقارير حديثة، شهدت الولايات المتحدة ارتفاعًا في معدلات التضخم، مما أثر على القدرة الشرائية للمواطنين. جاد، من ولاية بنسلفانيا، أوضحت أنها تفضل تخصيص ميزانية محدودة للهدايا لتتمكن من توفير المال لعطلة عائلية تخطط لها في العام المقبل.

أظهرت جاد في الفيديو الهدايا التي اشترتها بميزانية 100 دولار، والتي تضمنت صندوق مجوهرات، وحروف الأبجدية التعليمية، وسترة عليها صورة وحيد القرن. كما اشترت بعض الملابس الشتوية المزينة بأجواء عيد الميلاد مقابل 14.50 دولارًا فقط، مما ترك لها مبلغ 85.50 دولارًا إضافيًا. وقالت جاد بفخر: “قد يعتبرني البعض بخيلة، لكنني لا أهتم”.

ردود فعل متباينة على الإنترنت

أثار الفيديو ردود فعل متباينة على نطاق واسع. أعرب العديد من المستخدمين عن دعمهم لقرار جاد، مشيرين إلى أن العطلة العائلية ستكون أكثر قيمة من الهدايا باهظة الثمن. وقال أحد المعلقين: “أتمنى لو كان ‘كريسماس التوفير’ أكثر شيوعًا، فنحن ندمر العالم حقًا”. وأضاف آخر: “بصفتي أحد الوالدين القدامى، أثق بأن العطلة ستعني الكثير”.

في المقابل، انتقد البعض الآخر جاد، واتهموها بحرمان أطفالها. واقترح أحد المعلقين أن تقوم بالشراء على مدار العام للاستفادة من العروض والتخفيضات. بينما كتب آخر: “إذا لم تتمكن من تحمل تكاليف الأطفال، فلا تنجبهم”.

توفير المال في الأعياد: استراتيجيات بديلة

بالإضافة إلى “كريسماس التوفير”، هناك العديد من الاستراتيجيات الأخرى التي يمكن للأسر اتباعها لتوفير المال خلال فترة الأعياد. تشمل هذه الاستراتيجيات وضع ميزانية محددة للهدايا، والبحث عن العروض والتخفيضات، وشراء الهدايا عبر الإنترنت، وصنع الهدايا يدويًا. كما يمكن للأسر التركيز على قضاء وقت ممتع معًا بدلاً من إنفاق الكثير من المال على الهدايا.

تعتبر المتاجر التي تبيع سلعًا مستعملة خيارًا جيدًا للعثور على هدايا فريدة وبأسعار معقولة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأسر تنظيم تبادل الهدايا مع الأصدقاء والعائلة لتقليل النفقات.

تأثير الأوضاع الاقتصادية على عادات التسوق

تشير التقارير إلى أن الأوضاع الاقتصادية الحالية تؤثر بشكل كبير على عادات التسوق لدى المستهلكين. فقد أظهرت استطلاعات الرأي أن العديد من الأسر تخطط لتقليل إنفاقها على الهدايا هذا العام. ويرجع ذلك إلى ارتفاع تكاليف المعيشة، وتراجع الدخول، وعدم اليقين بشأن المستقبل الاقتصادي.

يتوقع خبراء الاقتصاد أن يستمر هذا الاتجاه في السنوات القادمة، مما قد يؤدي إلى تغييرات كبيرة في سوق التجزئة. قد تشهد المتاجر التقليدية انخفاضًا في المبيعات، بينما قد تشهد المتاجر التي تقدم أسعارًا منخفضة وزيارات متكررة نموًا في الإقبال.

من المتوقع أن تواصل الأسر البحث عن طرق مبتكرة لتوفير المال خلال فترة الأعياد، وأن تزداد شعبية استراتيجيات مثل “كريسماس التوفير”. وسيكون من المهم مراقبة تطورات الأوضاع الاقتصادية وتأثيرها على عادات التسوق في الأشهر القادمة.

شاركها.