افتتح برنامج “سوق الموسم” أبوابه في منطقة الدرعية التاريخية، ليقدم تجربة ثقافية وتسوقية فريدة تعكس تراث المملكة العربية السعودية. يستقبل السوق زواره يوميًا من الساعة الرابعة مساءً، ويُعد وجهة رئيسية خلال فعاليات موسم الدرعية، حيث يضم مجموعة متنوعة من المتاجر والمطاعم والأنشطة التي تحتفي بالثقافة والتاريخ السعودي، بالإضافة إلى تبادل الخبرات بين الحرفيين السعوديين ونظرائهم اليابانيين. هذا الحدث يسلط الضوء على أهمية سوق الموسم كمركز تجاري وثقافي تاريخي.

يقع “سوق الموسم” في منطقة الطوالع بالدرعية، ويستمر استقبال الزوار طوال فترة موسم الدرعية. يضم البرنامج 20 متجرًا تقدم منتجات متنوعة، و 15 مطعمًا يقدمون أشهى المأكولات، بالإضافة إلى معارض للحرف اليدوية والأزياء التقليدية. يهدف البرنامج إلى إحياء أسواق الموسم التاريخية وتعزيز الحرف السعودية.

أهمية سوق الموسم التاريخية والثقافية

يعود تاريخ منطقة الطوالع إلى عصور مضت، حيث اشتهرت بتنوع محاصيلها ووفرة خيراتها الطبيعية، بفضل مزارعها التاريخية الواقعة على ضفاف وادي حنيفة. يشكل هذا الموقع جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية للمنطقة.

عودة إلى الجذور

يستمد برنامج “سوق الموسم” رمزيته من سوق الموسم التاريخي الذي كان يعتبر من أهم الأسواق في شبه الجزيرة العربية خلال فترة الدولة السعودية الأولى. كانت القوافل التجارية من مختلف المناطق تتوافد إليه، مما جعله نقطة التقاء للتجار والثقافات المختلفة.

من خلال إعادة إحياء هذا الحراك التجاري التقليدي، يسعى برنامج “سوق الموسم” في موسم الدرعية إلى تعزيز التراث الثقافي للمملكة. بالإضافة إلى ذلك، يقدم البرنامج فرصة فريدة للحرفيين السعوديين لعرض منتجاتهم ومهاراتهم أمام جمهور واسع.

تبادل ثقافي بين السعودية واليابان

يتميز برنامج “سوق الموسم” بوجود أركان مخصصة لتبادل الخبرات بين الحرفيين السعوديين واليابانيين. هذه الأركان تتيح للزوار التعرف على فنون الحرف اليدوية التقليدية في كلا البلدين، ومشاهدة الحرفيين وهم يمارسون أعمالهم. هذا التبادل الثقافي يعزز العلاقات الثنائية بين البلدين ويساهم في إثراء المشهد الثقافي في المملكة.

مكونات البرنامج والأنشطة المصاحبة

لا يقتصر “سوق الموسم” على الأنشطة التجارية فحسب، بل يشمل أيضًا مجموعة متنوعة من الأنشطة الثقافية والفنية. تشمل هذه الأنشطة عروضًا موسيقية وفنية تحاكي التراث الدرعية الغني. يساهم ذلك في خلق تجربة شاملة للزوار.

بالإضافة إلى العروض الفنية، يضم البرنامج مناطق مخصصة للطهي السعودي التقليدي. يمكن للزوار مشاهدة الطهاة وهم يعدون الأطباق السعودية الشهية، وتذوقها بأنفسهم. هذا يتيح للزوار فرصة التعرف على المطبخ السعودي وتذوق نكهاته الأصيلة. يُضاف إلى ذلك توفر الفعاليات السياحية المتنوعة في المنطقة.

يهدف البرنامج إلى دعم القطاع السياحي في المملكة من خلال جذب الزوار من مختلف أنحاء العالم. وُضع البرنامج ضمن جهود رؤية المملكة 2030 لتنويع مصادر الاقتصاد وتعزيز مكانة المملكة كوجهة سياحية عالمية.

ينعكس نجاح “سوق الموسم” في عدد الزوار الكبير الذي يستقطبه يوميًا. وقد أشاد الزوار بتنوع المنتجات والأنشطة التي يقدمها البرنامج، وبالأجواء الثقافية والتاريخية التي يتمتع بها. وتشير التقارير إلى زيادة الإقبال على المنتجات التقليدية والحرف اليدوية.

في المقابل، تواجه بعض المتاجر تحديات لوجستية مرتبطة بتوفير المنتجات والحفاظ على جودتها في ظل الإقبال المتزايد. ومع ذلك، يعمل القائمون على البرنامج على توفير الدعم اللازم للمتاجر والتغلب على هذه التحديات. يجري العمل أيضًا على تطوير البنية التحتية لاستيعاب العدد المتزايد من الزوار.

وفي سياق متصل، أكدت الهيئة العامة للترفيه على أهمية إبراز التراث الثقافي السعودي في جميع الفعاليات والبرامج التي تنظمها. وقد خصصت الهيئة ميزانية كبيرة لتطوير منطقة الدرعية وتحويلها إلى وجهة سياحية وثقافية عالمية.

من المتوقع أن يستمر برنامج “سوق الموسم” في استقبال الزوار حتى نهاية موسم الدرعية. كما تخطط الجهات المنظمة لتطوير البرنامج في السنوات القادمة، وإضافة المزيد من الأنشطة والمتاجر التي تعكس التراث الثقافي السعودي. تشمل الخطط المستقبلية توسيع نطاق البرنامج ليشمل المزيد من الحرفيين والمنتجين المحليين، بالإضافة إلى استضافة فعاليات دولية للترويج للمنتجات السعودية في الخارج.

ما يجب مراقبته في المستقبل القريب هو تقييم الأثر الاقتصادي والثقافي للبرنامج، والتعديلات التي قد تطرأ عليه بناءً على نتائج هذا التقييم. كما يجب متابعة الجهود المبذولة لتطوير منطقة الدرعية وتحويلها إلى وجهة سياحية عالمية.

شاركها.