استقبل الدكتور عبد الرحمن الرسي، وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية المتعددة والمشرف العام على وكالة الوزارة للشؤون الدبلوماسية العامة، السيد محمد قلدي آيازوف، سفير جمهورية تركمانستان الجديد لدى المملكة العربية السعودية. يأتي هذا اللقاء في إطار تعزيز العلاقات السعودية التركمانية وتطوير آفاق التعاون الثنائي في مختلف المجالات. جرى الاستقبال في مقر وزارة الخارجية بالرياض يوم الأحد الموافق 21 أبريل 2024.

ناقش الدكتور الرسي والسفير آيازوف سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين، وتبادلا وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وتأتي هذه الخطوة بعد فترة من التطور الإيجابي في العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وأشقاقها في تركمانستان، مما يعكس رغبة مشتركة في بناء شراكة استراتيجية.

تعزيز العلاقات السعودية التركمانية: آفاق جديدة للتعاون

تعتبر هذه المقابلة بمثابة دفعة قوية للعلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية وتركمانستان. فمنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1992، شهدت العلاقات تطوراً تدريجياً، ولكن السنوات الأخيرة شهدت تسارعاً ملحوظاً في وتيرة التعاون. وتشمل مجالات التعاون المحتملة الطاقة، والاستثمار، والنقل، والثقافة.

التركيز على التعاون الاقتصادي

وفقًا لبيانات وزارة التجارة والاستثمار، يبلغ حجم التبادل التجاري بين المملكة وتركمانستان حاليًا مستويات متواضعة، ولكن هناك إمكانات كبيرة لزيادته. وتشير التقارير إلى أن تركمانستان تمتلك احتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي، مما يجعلها شريكًا جذابًا للمملكة في مجال الطاقة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمملكة أن تلعب دورًا مهمًا في دعم جهود تركمانستان لتنويع اقتصادها.

القضايا الإقليمية والدولية

خلال اللقاء، تبادل الدكتور الرسي والسفير آيازوف وجهات النظر حول التطورات الإقليمية والدولية. وتشترك المملكة وتركمانستان في رؤى مماثلة حول أهمية الأمن والاستقرار الإقليميين، فضلاً عن مكافحة الإرهاب والتطرف. كما ناقشا الجهود المبذولة لحل النزاعات الإقليمية بالطرق السلمية.

أكد الدكتور الرسي على دعم المملكة لجهود تركمانستان في تعزيز دورها الإقليمي والدولي. وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية حريصة على العمل مع تركمانستان لتعزيز التعاون في مختلف المجالات، بما في ذلك مكافحة الإرهاب، وتعزيز الأمن الإقليمي، وتحقيق التنمية المستدامة.

من جانبه، أعرب السفير آيازوف عن تقديره للدعم الذي تقدمه المملكة لتركمانستان. وأكد على أن بلاده تتطلع إلى تعزيز العلاقات الثنائية مع المملكة في جميع المجالات. وأضاف أن تركمانستان تعتبر المملكة شريكًا استراتيجيًا مهمًا في المنطقة.

التعاون الدبلوماسي بين الرياض وأشقائها في دول آسيا الوسطى يكتسب زخمًا متزايدًا، ويعكس رؤية المملكة في بناء شراكات استراتيجية مع مختلف دول العالم. وتأتي هذه الجهود في إطار سعي المملكة لتعزيز دورها الإقليمي والدولي، والمساهمة في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

في سياق متصل، تشهد المنطقة جهودًا متزايدة لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول آسيا الوسطى. وتشمل هذه الجهود تطوير البنية التحتية، وتسهيل حركة التجارة، وتشجيع الاستثمار.

العلاقات الثنائية بين المملكة وتركمانستان ليست جديدة، ولكنها تشهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة. وقد شهدت العلاقات زيارات متبادلة بين المسؤولين من البلدين، بالإضافة إلى توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مختلف المجالات.

في المقابل، يرى بعض المحللين أن التحديات الجيوسياسية في المنطقة قد تؤثر على وتيرة التعاون بين المملكة وتركمانستان. ومع ذلك، فإن الرغبة المشتركة في تعزيز العلاقات الثنائية والتغلب على هذه التحديات تشير إلى أن المستقبل يحمل آفاقًا واعدة للتعاون بين البلدين.

من المتوقع أن يقوم السفير آيازوف بتقديم أوراق اعتماده رسميًا لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في الأيام القليلة القادمة. وستتبع ذلك خطوات عملية لتفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين. وستراقب الأوساط الدبلوماسية والاقتصادية عن كثب تطورات هذه العلاقات، وتقييم تأثيرها على المنطقة.

شاركها.