أطلقت الهيئة السعودية للمهندسين، خلال مشاركتها في معرض “سيتي سكيب العالمي 2025” بالرياض، أكاديمية الهيئة السعودية للمهندسين. تهدف هذه الخطوة إلى تطوير التدريب الهندسي وتعزيز كفاءات المهندسين السعوديين لتلبية متطلبات النمو العمراني السريع والتطورات في القطاع الهندسي. جاء الإطلاق برعاية الأمين العام المكلّف للهيئة، المهندس فيصل بن عبدالله اليمني، كجزء من استراتيجية الهيئة لرفع مستوى الاحترافية في مجال الهندسة.
تم الإعلان عن تأسيس الأكاديمية خلال جلسة حوارية على هامش المعرض الذي يقام في مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات. ويعتبر هذا الحدث من أهم المعارض العقارية والبنية التحتية على مستوى العالم، مما يجعله منصة مثالية لإطلاق مبادرات تهدف إلى تطوير القطاع الهندسي. تأتي هذه المبادرة في وقت تشهد فيه المملكة العربية السعودية مشاريع تنموية ضخمة تتطلب قوة عاملة هندسية مؤهلة.
أهمية إطلاق أكاديمية الهيئة السعودية للمهندسين
يعكس إطلاق أكاديمية الهيئة السعودية للمهندسين التزام الهيئة بتطوير الكفاءات الوطنية في القطاع الهندسي. وتشير التقارير إلى أن المملكة تشهد نمواً متسارعاً في مشاريع البنية التحتية والعقارات، مما يزيد الطلب على المهندسين المؤهلين. تهدف الأكاديمية إلى سد هذه الفجوة وتوفير التدريب اللازم للمهندسين السعوديين لمواكبة أحدث التقنيات والممارسات الهندسية.
أهداف الأكاديمية
تتمثل الأهداف الرئيسية للأكاديمية في تقديم برامج تدريبية متخصصة في مختلف فروع الهندسة، بما في ذلك الهندسة المدنية، والهندسة المعمارية، والهندسة الكهربائية، والهندسة الميكانيكية. بالإضافة إلى ذلك، ستعمل الأكاديمية على تطوير مهارات القيادة والإدارة لدى المهندسين، وتعزيز ثقافة الابتكار والجودة في القطاع الهندسي. كما ستساهم في دعم رؤية المملكة 2030 من خلال تطوير قطاع هندسي قادر على تحقيق التنمية المستدامة.
بالإضافة إلى التدريب، من المتوقع أن تقدم الأكاديمية برامج شهادات مهنية معتمدة، مما يعزز من فرص عمل المهندسين السعوديين في السوق المحلي والدولي. وتعتبر الشهادات المهنية من أهم المؤهلات التي يبحث عنها أصحاب العمل، حيث تثبت كفاءة المهندس وقدرته على أداء المهام المطلوبة.
التعاون مع القطاع الخاص
تخطط الهيئة السعودية للمهندسين للتعاون مع القطاع الخاص لتطوير برامج تدريبية تلبي احتياجات الشركات الهندسية. يهدف هذا التعاون إلى ضمان أن تكون البرامج التدريبية ذات صلة بالواقع العملي وتساهم في رفع مستوى أداء المهندسين في الشركات. وتشير المصادر إلى أن الهيئة تتفاوض مع عدد من الشركات الهندسية الكبرى لتوقيع اتفاقيات تعاون في هذا المجال.
ومع ذلك، يرى بعض المراقبين أن نجاح الأكاديمية يعتمد على قدرتها على جذب أفضل المدربين والخبراء في مجال الهندسة. كما أن توفير التمويل الكافي لتطوير البرامج التدريبية وتحديثها بشكل مستمر يعتبر أمراً ضرورياً.
تأثير الأكاديمية على سوق العمل الهندسي
من المتوقع أن يكون لإطلاق أكاديمية الهيئة السعودية للمهندسين تأثير إيجابي على سوق العمل الهندسي في المملكة. فمن خلال توفير التدريب اللازم للمهندسين السعوديين، ستساهم الأكاديمية في زيادة عدد المهندسين المؤهلين القادرين على تلبية احتياجات المشاريع التنموية. وهذا بدوره سيؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتحسين جودة المشاريع الهندسية.
بالإضافة إلى ذلك، ستساهم الأكاديمية في تعزيز مكانة المهندسين السعوديين في سوق العمل، وزيادة قدرتهم التنافسية مع المهندسين الأجانب. وتشير الإحصائيات إلى أن عدد المهندسين السعوديين يمثل نسبة متزايدة من إجمالي القوى العاملة في القطاع الهندسي.
وتعتبر مبادرات تطوير المهارات المهنية، مثل تلك التي تقدمها الأكاديمية، جزءاً من جهود أوسع لتعزيز التدريب المهني في المملكة. وتدعم هذه الجهود رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.
في المقابل، يرى بعض الخبراء أن هناك حاجة إلى مزيد من الجهود لتحسين جودة التعليم الهندسي في الجامعات السعودية. ويرون أن الأكاديمية يمكن أن تلعب دوراً مهماً في سد الفجوة بين التعليم الأكاديمي ومتطلبات سوق العمل.
من المتوقع أن تعلن الهيئة السعودية للمهندسين عن تفاصيل إضافية حول برامج الأكاديمية وجدولها الزمني خلال الأشهر القادمة. وستشمل هذه التفاصيل آليات التسجيل في البرامج التدريبية، وتكاليفها، والشروط اللازمة للقبول. وستراقب الجهات المعنية عن كثب أداء الأكاديمية وتأثيرها على القطاع الهندسي في المملكة.






