تصاعدت أعمال العنف في نيجيريا مع اختطاف مسلحين لعدد من الطلاب والموظفين من مدرسة كاثوليكية في ولاية نيجر، في أحدث هجوم يستهدف المؤسسات الدينية المسيحية. وتأتي هذه الحادثة في سياق تدهور الأوضاع الأمنية وزيادة الخوف من التطرف الديني والاضطهاد المسيحي في نيجيريا.
تزايد الهجمات على المدارس المسيحية في نيجيريا
ذكرت قناة أريز التلفزيونية النيجيرية أن 52 طفلاً اختُطفوا من مدرسة سانت ماري. وأفادت وكالة أسوشيتد برس، نقلاً عن أبو بكر عثمان، سكرتير حكومة ولاية نيجر، أن المدرسة الكاثوليكية تقع في مجتمع بابيري بمنطقة أغوارا المحلية. وأضافت القناة أن عثمان لم يحدد العدد الدقيق للأطفال الذين تم اختطافهم في الهجوم.
أعلنت قيادة شرطة ولاية نيجر أنها نشرت قوات عسكرية وأمنية في المنطقة التي وقع فيها الهجوم في وقت مبكر من صباح الجمعة، بحسب أسوشيتد برس. وتضم مدرسة سانت ماري طلابًا تتراوح أعمارهم بين 12 و 17 عامًا.
وذكرت تقارير إعلامية أن أحد أفراد الأمن في المدرسة تعرض لإطلاق نار بشكل خطير خلال الهجوم، وفقًا لبيان صادر عن أبرشية كونتاغورا الكاثوليكية. وقد أثار هذا الهجوم موجة من الغضب والإدانة في أوساط المجتمع المحلي والديني.
رد فعل الحكومة النيجيرية
أصدر عثمان بيانًا يدين عمليات الاختطاف، مشيرًا إلى أن مدرسة سانت ماري اتخذت قرارًا بإعادة فتح أبوابها على الرغم من تحذيرات استخبارية سابقة بزيادة التهديدات الأمنية. وأضاف البيان: “للأسف، استمرت مدرسة سانت ماري في إعادة الفتح واستئناف الأنشطة الأكاديمية دون إخطار أو طلب موافقة من الحكومة الولائية، مما عرّض الطلاب والموظفين لخطر غير ضروري”.
يأتي هذا الهجوم بعد حادثة مماثلة وقعت في وقت سابق من هذا الأسبوع، حيث اختطف مسلحون 25 فتاة من مدرسة داخلية في ولاية كبي النيجيرية، وقتلوا أحد الموظفين على الأقل. ولا يزال البحث عن الطالبات المخطوفات جاريًا.
وفي هجوم آخر، استهدف مسلحون كنيسة الرسالة المقدسة، مما أسفر عن مقتل شخصين واختطاف القس و 38 من المصلين، وفقًا لوكالة رويترز. وظهر في مقطع فيديو للهجوم، تم التحقق منه من قبل رويترز، رجال مسلحون وهم يدخلون الكنيسة ويأخذون متعلقات المصلين أثناء إطلاق النار. وقالت مصادر في الكنيسة لاحقًا إن الخاطفين طالبوا بفدية قدرها 100 مليون نيرة (حوالي 69000 دولار) لكل من المصلين المختطفين.
الخلافات حول تصنيف الاضطهاد في نيجيريا
شهدت نيجيريا سلسلة من الهجمات على المسيحيين، مما دفع الرئيس دونالد ترامب إلى إعلان البلاد “دولة ذات أهمية خاصة” بسبب الاضطهاد الديني. ومع ذلك، اختلفت الحكومة النيجيرية مع هذه التصنيفات الأمريكية، مؤكدة أن التحديات الأمنية التي تواجهها البلاد هي تحديات شاملة ولا تستهدف مجموعة دينية معينة.
في يوم الثلاثاء، عقد السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة مايك والتز فعالية سلط الضوء على العنف المستمر في نيجيريا. وخلال الفعالية، وصف والتز مقتل المسيحيين في نيجيريا بأنه “إبادة جماعية ترتدي قناع الفوضى”. وأضاف: “يا جماعة، هناك دين بأكمله يتم محوه، رصاصة بعد رصاصة، وإنجيل بعد إنجيل محروق”.
تحدثت نجمة الراب نيكي ميناج، المعروفة بدعمها لإدارة ترامب في جهودها لمكافحة العنف الطائفي في نيجيريا، في فعالية والتز. وعبرت ميناج عن أسفها لأن “العائلات قد تمزقت، والمجتمعات بأكملها تعيش في خوف دائم، ببساطة بسبب طريقة عبادتهم”.
الأزمة الأمنية في نيجيريا تتعمق، ويبقى التحدي الأكبر هو توفير الأمن وحماية المدنيين، بمن فيهم الطلاب والموظفون في المؤسسات التعليمية. من المتوقع أن تستمر الجهود الحكومية والأمنية في ملاحقة الخاطفين والعمل على إطلاق سراح الضحايا. بالإضافة إلى ذلك، من الضروري معالجة الأسباب الجذرية للعنف من خلال تعزيز الحوار بين المجتمعات المختلفة وتوفير فرص اقتصادية واجتماعية للشباب.






