أحدثت تقنية جديدة، وهي شريط الطاقة الكهربائي “eCoffee Energyband”، ضجة واسعة في الصين وخارجها، حيث تدعي أنها توفر بديلًا للقهوة لزيادة اليقظة والانتباه. وبسعر ينيف على 100 دولار، يثير هذا الجهاز الجدل حول مستقبل الطاقة والإنتاجية، ويثير تساؤلات حول تأثيره على ثقافة العمل. ويستهدف هذا الشريط، الذي يعتمد على التحفيز الكهربائي، أولئك الذين يسعون إلى تجنب آثار الكافيين السلبية أو إيجاد حلول بديلة لزيادة التركيز.
أُطلق هذا المنتج في نهاية عام 2023، وهو عبارة عن جهاز يمكن ارتداؤه يحتوي على قطبين كهربائيين يتم وضعهما على الرسغ الداخلي. تدعي شركة WAT Medical الكندية، من خلال فرعها الصيني، أن الإشارات الكهربائية الخفيفة التي يرسلها الشريط يمكن أن تحافظ على يقظة المستخدم عن طريق تحفيز الأعصاب في الدماغ. وقد شهد الجهاز إقبالًا كبيرًا بعد عرضه في معرض تجاري صيني مؤخرًا، وتحول سريعًا إلى حديث الساعة عبر الإنترنت.
شريط الطاقة الكهربائي: آلية العمل والجدل الدائر حوله
يعمل “eCoffee Energyband” عن طريق إرسال نبضات كهربائية خفيفة إلى الأعصاب الموجودة في الرسغ، مما يهدف إلى تحفيز الدماغ وزيادة اليقظة. وفقًا للشركة المصنعة، فإن التأثير مشابه لتأثير تناول فنجان من القهوة، ولكنه خالٍ من خطر الإدمان على الكافيين. ومع ذلك، تشير الشركة إلى أن الآثار الجانبية المحتملة تشمل الشعور بالتنميل في اليد، وتنصح المستخدمين بارتداء الشريط لمدة ثلاث ساعات يوميًا فقط، مع التبديل بين الرسغين.
الانتشار السريع و ردود الفعل المتباينة
أصبح الشريط متوفرًا للشراء عبر الإنترنت، بما في ذلك مواقع التجارة الإلكترونية الصينية الشهيرة مثل JD وTaobao، حيث نفدت الكميات بسرعة. وقد حصد الجهاز مئات المراجعات المتباينة من المشترين. بالإضافة إلى ذلك، يتم بيع الجهاز وشحنه إلى أسواق حول العالم، بسعر يتراوح بين 130 دولارًا، مع وجود عروض خاصة حاليًا.
ومع ذلك، واجه الشريط موجة من السخرية والشكوك على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية. فقد اعتبره الكثيرون رمزًا لثقافة العمل المرهقة (“996”)، التي تفرض ساعات عمل طويلة، وأداة تستخدمها الإدارة لزيادة إنتاجية الموظفين على حساب صحتهم وراحتهم. وظهرت تعليقات ساخرة تقارن الشريط بـ “كرسي كهربائي محمول” أو “طوق تدريب الكلاب”، مما يعكس استياء الشباب الصيني من ضغوط العمل.
خلفية حول ثقافة العمل في الصين
تُعد ثقافة “996” – التي تشير إلى العمل من الساعة 9 صباحًا حتى 9 مساءً، ستة أيام في الأسبوع – ظاهرة واسعة الانتشار في قطاعات التكنولوجيا والشركات الناشئة في الصين. وقد أثارت هذه الثقافة انتقادات واسعة النطاق بسبب تأثيرها السلبي على الصحة الجسدية والنفسية للموظفين، وعلى حياتهم الاجتماعية. ويدعو الكثير من الشباب الصيني إلى تغيير هذه الثقافة، والمطالبة بساعات عمل أكثر اعتدالًا وتحسين التوازن بين العمل والحياة الشخصية.
يرى مدير العمليات في الشركة المصنعة للشريط، شو هاوجيه، أن الهدف من ابتكار “eCoffee Energyband” ليس استبدال القهوة، بل توفير بديل منعش للأوقات التي لا يكون فيها تناول القهوة مناسبًا، مثل فترة ما بعد الظهر أو المساء. وأكدت صحيفة Xinhua الرسمية الصينية أن الصحفي الذي جرّب الشريط شعر “بلمسة لطيفة ونبضات كهربائية خفيفة”.
بالإضافة إلى الجدل الدائر حول ثقافة العمل، يثير الشريط تساؤلات حول فعالية وسلامة التحفيز الكهربائي كطريقة لزيادة اليقظة والانتباه. فالعديد من الخبراء حذروا من أن الآثار طويلة المدى للتحفيز الكهربائي على الدماغ لا تزال غير معروفة، وأن استخدام هذه التقنية دون استشارة طبية قد يكون له آثار سلبية.
مستقبل تقنيات الطاقة البديلة
من المتوقع أن يشهد سوق الأجهزة القابلة للارتداء التي تهدف إلى تعزيز الأداء العقلي والبدني نموًا كبيرًا في السنوات القادمة. ومع ذلك، فإن نجاح هذه الأجهزة سيعتمد على إثبات فعاليتها وسلامتها من خلال الدراسات العلمية الموثوقة، وعلى معالجة المخاوف الأخلاقية والاجتماعية المرتبطة بها. ويجب على الشركات المصنعة لهذه الأجهزة أن تكون شفافة بشأن الآثار الجانبية المحتملة، وأن تقدم معلومات دقيقة للمستهلكين حول كيفية استخدامها بشكل آمن.
في الختام، يظل مستقبل “eCoffee Energyband” وغيره من الأجهزة المماثلة غير مؤكد. سيتوقف الأمر على كيفية استجابة المستهلكين لهذه التقنيات الجديدة، وعلى القرارات التي ستتخذها الجهات التنظيمية بشأن تنظيم هذه المنتجات. وينبغي مراقبة تطورات هذا المجال عن كثب، لتقييم تأثيره على الصحة العامة والثقافة الاجتماعية.






