:
ألقي القبض على خمسة أفراد في الولايات المتحدة بتهم تتعلق بانتهاك قوانين الرقابة على الصادرات، وهى قضية تركز على تهريب رقائق Nvidia المتقدمة إلى الصين. تشير التحقيقات إلى تورطهم في مخطط لبيع هذه الرقائق، المحظورة بموجب القيود الأمريكية، لدعم تطوير الذكاء الاصطناعي في الصين. وتأتي هذه التطورات في وقت تزيد فيه الولايات المتحدة من جهودها للحد من تدفق التكنولوجيا الحساسة إلى بكين.
وقعت الاعتقالات في منطقة خليج سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، وتشمل المتهمين أفرادًا من شركات توزيع الأجهزة. وتتعلق التهم بانتهاك قوانين الرقابة على الصادرات الأمريكية، والتي يمكن أن تؤدي إلى أحكام بالسجن تصل إلى 20 عامًا. تجري السلطات الفيدرالية حاليًا تحقيقات مكثفة لتحديد مدى هذا المخطم واتساعه.
تفاقم جهود مراقبة صادرات رقائق Nvidia
تأتي هذه القضية في خضم حملة أمريكية أوسع نطاقًا للحد من قدرة الصين على تطوير تكنولوجيات متقدمة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، والتي يمكن استخدامها لأغراض عسكرية. وقد فرضت الولايات المتحدة قيودًا صارمة على تصدير الرقائق المتقدمة إلى الصين، بهدف إبطاء تقدمها في هذه المجالات.
وفقًا لبيان صادر عن وزارة العدل الأمريكية، يُزعم أن المتهمين قاموا بتهريب الرقائق من خلال شبكة معقدة من الشركات والوساطة، متجاوزين بذلك القيود المفروضة على التجارة. ويشمل ذلك ادعاءات بأن أحد المتهمين، السيد لي، قد استغل أسرة والده ذات العلاقات المزعومة بالحزب الشيوعي الصيني لتسهيل عمليات الاستيراد غير القانونية.
تفاصيل القضية والاتهامات
أفادت مصادر قضائية بأن الرسائل النصية التي تم الحصول عليها من قبل السلطات تشير إلى أن السيد لي قد تباهى بقدرة والده على إجراء أعمال مماثلة نيابة عن الحزب الشيوعي الصيني. كما تشير هذه الرسائل إلى وعي السيد لي بقيود التصدير على رقائق Nvidia، حيث قام بمشاركة مقالات إخبارية حول هذا الموضوع. وادعى أنه قادراً على استيراد الرقائق من خلال علاقات والده.
اعترف السيد لي ببعض الحقائق خلال استجوابه من قبل الوكلاء الفيدراليين، حسبما ذكر المدعي العام ستيرن. بينما لم يصدر رد فوري من المتهمين الآخرين، وهم هو ورايموند وتشن، على طلبات التعليق المرسلة إلى حساباتهم على LinkedIn. وقد رفض محامو الدفاع العامون عن تشن ولي التعليق على تفاصيل القضية.
وقد أكد المتحدث باسم Nvidia أن الشركة تراجع بدقة جميع المبيعات، حتى الصغيرة منها، للمنتجات القديمة في السوق الثانوية. وأشار إلى أن محاولة تجميع مراكز بيانات من رقائق تم تهريبها أمر غير عملي من الناحية الفنية والاقتصادية. هذا يدل على أن Nvidia تتعاون بشكل كامل مع السلطات في هذه القضية، وتؤكد على التزامها بضمان الامتثال لقوانين الرقابة على الصادرات (الرقابة التصديرية).
ساتردكس، وهي شركة حوسبة سحابية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، ذكرت في بيان لها أنها ألغت عرض عمل لرايموند بعد أن علموا بالاتهامات الموجهة إليه. وأكدت الشركة أنها لم تكن على علم بأي سلوك غير قانوني يتعلق به.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة التجارة الأمريكية كانت تفكر في وقت سابق من هذا العام في تقييد مبيعات الرقائق المتقدمة إلى ماليزيا وتايلاند، في محاولة للحد من عمليات التهريب. ومع ذلك، لم يتم بعد الانتهاء من هذه اللوائح. هذه الخطوة المحتملة تؤكد على قلق الولايات المتحدة المتزايد بشأن تحويل التكنولوجيا إلى الصين.
وقد أمر قاضي الصلح ويستمور السيد لي بتعيين محامٍ خاص، نظرًا لأنه يمتلك حصصًا كبيرة في منزل في سان لياندرو بولاية كاليفورنيا، بالإضافة إلى أصول أخرى تجعله غير مؤهل للحصول على محامٍ عام. كما حدد القاضي جلسة استماع يوم الثلاثاء القادم لتقييم ما إذا كان السيد لي يشكل خطرًا كبيرًا للهرب، وما إذا كان يجب استمراره في الاعتقال. ويحمل السيد لي بطاقة إقامة دائمة في الولايات المتحدة وجنسية هونغ كونغ.
خلال جلسة الاستماع، أومأ السيد لي برأسه في استجابة لبعض تصريحات القاضي ويستمور، لكنه لم يتحدث. أفادت كيتلين فريزيك، محاميته العامة المؤقتة، بأن السيد لي يخطط للزواج من مواطنة أمريكية، مما قد يشجع علي بقائه في البلاد.
في الختام، من المتوقع أن تستمر التحقيقات في هذه القضية، مع جلسة استماع مرتقبة يوم الثلاثاء لتقييم خطر هروب السيد لي. تبقى القضية قيد المتابعة، ومن المهم مراقبة التطورات المتعلقة بتنفيذ قوانين الرقابة على الصادرات الأمريكية وتأثيرها على صناعة التكنولوجيا العالمية.






