تتزايد شعبية اتجاه جديد في العناية بالبشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما يُعرف بـ “قناع الدورة الشهرية” أو “menstrual masking”. يتضمن هذا الاتجاه وضع دم الحيض مباشرة على البشرة، وخاصة الوجه، بهدف الحصول على بشرة متوهجة. وعلى الرغم من أن هذا الإجراء قد يبدو غريباً، إلا أن الدافع وراءه يعود إلى الاعتقاد بأن دم الحيض يحتوي على مكونات مفيدة للبشرة.

ينتشر هذا الاتجاه بشكل خاص بين مستخدمي منصات مثل انستغرام وتيك توك، حيث يتبادل المستخدمون تجاربهم ويشاركون مقاطع فيديو توضح كيفية تطبيق هذا “القناع”. ومع ذلك، يثير هذا الإجراء قلق الخبراء بسبب المخاطر المحتملة المرتبطة به وعدم وجود دراسات علمية كافية تدعم فعاليته.

ما هي فوائد “قناع الدورة الشهرية” المزعومة؟

يدعي المؤيدون أن دم الحيض غني بالخلايا الجذعية والسيتوكينات والبروتينات، وهي مواد يعتقد أنها تعزز تجديد الخلايا وتحسين مظهر البشرة. تشير بعض الأبحاث الأولية إلى أن بلازما الحيض قد تساعد في التئام الجروح وإصلاح الأنسجة.

دراسات علمية محدودة

نشرت جمعية التجارب البيولوجية الأمريكية (FASEB) دراسة أظهرت أن بلازما الحيض قد تسرع عملية التئام الجروح بنسبة 100% خلال 24 ساعة، مقارنة بـ 40% باستخدام بلازما الدم العادية. يعتقد الباحثون أن هذا التأثير قد يكون مرتبطًا بالخصائص التجديدية للبروتينات والجزيئات النشطة بيولوجيًا الموجودة في دم الحيض، والتي تساعد الرحم على إعادة بنائه شهريًا.

بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسات أن الخلايا الجذعية المستخلصة من دم الحيض (MenSCs) قد تزيد من إنتاج الكولاجين، وتقلل من التجاعيد، وتعزز عوامل النمو التي تدعم إصلاح البشرة. هذا أدى إلى مقارنات بين هذا الاتجاه وعلاجات تجميلية أخرى مثل “فامباير فيشال” (Vampire Facial)، والتي تستخدم بلازما غنية بالصفائح الدموية (PRP) من دم المريض نفسه.

مخاطر “قناع الدورة الشهرية” والتحذيرات

على الرغم من هذه الادعاءات، يحذر الخبراء من أن استخدام دم الحيض على البشرة قد يكون محفوفًا بالمخاطر. يشددون على أن دم الحيض ليس معقمًا مثل بلازما PRP المستخدمة في الإجراءات الطبية، وقد يحتوي على بكتيريا وفطريات مختلفة، بما في ذلك المكورات العنقودية الذهبية (Staphylococcus aureus)، والتي يمكن أن تسبب التهابات جلدية.

علاوة على ذلك، هناك خطر انتقال الأمراض المنقولة جنسيًا (STIs) إذا كان دم الحيض ملوثًا. يؤكد أطباء الجلد على أن هناك العديد من العلاجات الآمنة والفعالة المتاحة لتحسين صحة البشرة، ولا داعي للجوء إلى إجراءات غير مثبتة علميًا وقد تكون ضارة.

هذا الاتجاه ليس الوحيد من نوعه الذي يظهر على الإنترنت. هناك أيضًا ممارسات أخرى مثل “العلاج بالبول” (urine therapy)، والتي تعتمد على وضع البول على الجلد، مدعيةً خصائص تطهيرية وعلاجية. ومع ذلك، لا يوجد دليل علمي يدعم هذه الادعاءات.

الخلاصة والمستقبل

في الختام، على الرغم من الاهتمام المتزايد بـ “قناع الدورة الشهرية” والادعاءات المتعلقة بفوائده المحتملة، إلا أن الخبراء يحذرون من المخاطر المرتبطة به ويؤكدون على أهمية استشارة أخصائي جلدية قبل تجربة أي علاج جديد. من المرجح أن تتطلب هذه الممارسة إجراء المزيد من البحوث العلمية الدقيقة لتقييم فعاليتها وسلامتها بشكل كامل. في الوقت الحالي، يُنصح بتجنب استخدام دم الحيض على البشرة والالتزام بالعلاجات التجميلية المثبتة.

من المتوقع أن تزداد الرقابة على هذه الممارسات من قبل الجهات الصحية، وقد يتم إصدار تحذيرات رسمية للمستهلكين. يجب على المستخدمين توخي الحذر الشديد والاعتماد على مصادر موثوقة للمعلومات قبل تجربة أي اتجاهات تجميلية جديدة تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي.

شاركها.