ظبية محمد
أديس أبابا- انطلقت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا فعاليات أول ندوة شبابية أفريقية ماليزية، اليوم الخميس، تحت شعار “شراكة الشباب من أجل الازدهار المشترك”. تهدف الندوة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين القارتين، مع التركيز على دور الشباب في تحقيق التنمية المستدامة. شارك في الفعاليات مسؤولون من الاتحاد الأفريقي والحكومة الإثيوبية، بالإضافة إلى وفود شبابية من مختلف الدول الأفريقية.
جمعت هذه الندوة قيادات شابة من أفريقيا وماليزيا، وشهدت مشاركة رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم. ركزت المناقشات على ضرورة تحرير العقول من آثار الاستعمار، وتعزيز التعاون بين دول الجنوب، وبناء شراكات استراتيجية يقودها الشباب. وتأتي هذه المبادرة في ظل تزايد الاهتمام بتعزيز العلاقات بين آسيا وأفريقيا، خاصة في مجالات التعليم والتكنولوجيا.
تحرير العقل وأهمية الشراكة الشبابية
قدم رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم عرضًا لتجربة ماليزيا وآسيا في تحقيق التنمية الاقتصادية، مشيرًا إلى أهمية النهضة في القارة الأفريقية التي وصفها بـ “قارة الشباب والمستقبل”. وأكد على أن التحدي الأكبر يكمن في التخلص من العقلية الاستعمارية التي قد تعيق التقدم، حتى بعد تحقيق الاستقلال السياسي.
وأضاف أن السلام شرط أساسي للتنمية، وأن التحرر الفكري هو أساس السلام الحقيقي. وأشار إلى أن الشباب هم القادرون على قيادة هذا التحول نحو مستقبل قائم على الحوكمة الرشيدة، والاستدامة، والاقتصاد الأخضر، والتحول الرقمي. ويرى أن الاستثمار في الشباب هو استثمار في مستقبل القارتين.
قوة ديموغرافية وتحديات التنمية
أكدت وزيرة المرأة والشباب الإثيوبية، إيرغوغ تيسفاي، أن أفريقيا، التي من المتوقع أن يبلغ عدد سكانها 2.5 مليار نسمة بحلول عام 2050، أصبحت القوة الديموغرافية الأكبر في العالم. وأشارت إلى أن ماليزيا تمثل نموذجًا ناجحًا في التحول الاقتصادي وتطوير التعليم، مما يجعلها شريكًا مثاليًا لأفريقيا في مسيرة التنمية.
وأضافت أن الشراكة الشبابية بين أفريقيا وماليزيا تعتمد على موارد بشرية قوية وتجربة تنموية راسخة، مما يمهد الطريق لتعاون اقتصادي وثقافي واسع النطاق. وتشمل مجالات التعاون المحتملة الاستثمار في البنية التحتية، وتبادل الخبرات في مجال التكنولوجيا، وتعزيز ريادة الأعمال بين الشباب.
دور الاتحاد الأفريقي في دعم الشراكة
من جانبه، شدد الأمين العام للاتحاد الأفريقي للشباب أحمد بنينغ ويسيشنغ على أن نجاح أي شراكة بين أفريقيا وماليزيا يعتمد على اقتناع الشباب وإيمانهم بمسار التعاون. وأشار إلى أن التعاون يمكن أن يخلق فرص عمل للشباب، ويضع دول أفريقيا وآسيا على قدم المساواة على الساحة الدولية، ويعزز الطموحات التنموية للقارتين.
وطالب بإحياء مؤسسة الشباب العالمية والجمعية العالمية للشباب، نظرًا لدورهما التاريخي الممتد لأكثر من 70 عامًا في دعم التعاون الدولي بين الشباب. ويرى أن هذه المؤسسات يمكن أن تلعب دورًا حيويًا في تسهيل الحوار وتبادل الخبرات بين الشباب الأفريقي والماليزي.
الشباب وحدود المستقبل والتنمية المستدامة
أكد رئيس مجلس شباب إثيوبيا، فؤاد جينا، أن العالم يشهد تغيرات سريعة تتطلب من الشباب قيادة المرحلة المقبلة. وأضاف أن الشباب ليسوا مجرد متلقين، بل هم صانعو الحلول وقادة التغيير. ويركز المجلس على دعم مبادرات الشباب في مجالات التعليم والتوظيف وريادة الأعمال.
واستحضر رئيس مجلس الشباب الماليزي محمد عزت عفيفي قصة لجوء المسلمين الأوائل إلى الحبشة، مشيرًا إلى أن القيم التاريخية للعدل والتسامح لا تزال حاضرة في العلاقات بين أفريقيا وماليزيا. وأشار إلى أن هناك فرصًا واسعة أمام الشباب في مجالات الابتكار الرقمي، والتكنولوجيا المتقدمة، والزراعة، والدبلوماسية الثقافية، وريادة الأعمال.
من المتوقع أن تعقد لجنة مشتركة بين الاتحاد الأفريقي والحكومة الماليزية اجتماعًا في الربع الأول من عام 2026 لمناقشة نتائج الندوة وتحديد الخطوات التالية لتفعيل الشراكة الشبابية. وستركز المناقشات على وضع خطة عمل مفصلة تتضمن أهدافًا قابلة للقياس ومؤشرات أداء واضحة. يبقى التحدي الأكبر هو ضمان تخصيص الموارد اللازمة لتنفيذ هذه الخطة وتحقيق الأهداف المرجوة.






