تعتبر فعاليات سوق المزارعين في العُلا، التي تقام ضمن فعاليات موسم تمور العُلا، محركًا اقتصاديًا هامًا للمنطقة ومساندًا للزراعة المحلية. يهدف السوق إلى دعم صغار المزارعين وتعزيز تسويق منتجاتهم المتنوعة مباشرةً للمستهلكين، مما يساهم في تنمية الاقتصاد المحلي للعروس القديمة. وقد افتتحت الهيئة الملكية لمحافظة العُلا هذا السوق في إطار جهودها المستمرة لتنويع مصادر الدخل والاستثمار في القطاعات غير النفطية.

يقع سوق المزارعين في منطقة واضحة خلال موسم التمور في محافظة العُلا، ويستمر حتى نهاية الموسم في شهر نوفمبر. يتيح هذا السوق للمزارعين المحليين عرض وبيع مختلف منتجاتهم الزراعية الطازجة، بما في ذلك التمور والفواكه والخضروات والعسل والمنتجات الريفية الأخرى.‎ ويهدف هذا الحدث إلى جذب الزوار وتعزيز السياحة الزراعية في المنطقة.

أهمية سوق المزارعين في العُلا للقطاع الزراعي

تكتسب الزراعة أهمية متزايدة في رؤية المملكة العربية السعودية 2030، التي تشدد على ضرورة تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط. يساهم سوق المزارعين في العُلا بشكل مباشر في تحقيق هذه الرؤية من خلال دعم المزارعين المحليين وتشجيعهم على زيادة إنتاجهم وتحسين جودة منتجاتهم. هذا يعزز الأمن الغذائي المحلي ويقلل من الحاجة إلى الاستيراد.

دعم صغار المزارعين

غالبًا ما يواجه صغار المزارعون صعوبات في الوصول إلى الأسواق التقليدية وتسويق منتجاتهم بشكل فعال. يوفر سوق العُلا منصة مباشرة لهم لعرض منتجاتهم وبيعها للمستهلكين بأسعار عادلة، مما يزيد من أرباحهم ويحسن من مستوى معيشتهم. تشير البيانات الأولية إلى زيادة ملحوظة في مبيعات المزارعين المشاركين مقارنة بالفترات السابقة.

تعزيز المنتجات المحلية

تتميز منطقة العُلا بإنتاجها الزراعي المتنوع وعالي الجودة، وخاصة التمور. يساهم السوق في تعزيز العلامة التجارية للمنتجات المحلية وزيادة الوعي بها بين المستهلكين. ويساعد ذلك في خلق طلب مستمر على هذه المنتجات ودعم استدامتها. بالإضافة إلى التمور، يشهد السوق عرضًا لمنتجات الزراعة العضوية المتزايدة في المنطقة.

تنمية السياحة الزراعية

يُعد موسم تمور العُلا وسوق المزارعين جزءًا من جهود الهيئة الملكية لتطوير السياحة في المنطقة، بما في ذلك السياحة الزراعية. يجذب السوق الزوار من مختلف أنحاء المملكة وخارجها للاستمتاع بمنتجات العُلا الطازجة والتعرف على ثقافة المنطقة الزراعية. هذا يخلق فرصًا جديدة للنمو الاقتصادي ويدعم تطوير البنية التحتية السياحية.

موسم تمور العُلا: محفز إضافي

لا يمكن النظر إلى سوق المزارعين بمعزل عن موسم تمور العُلا الأوسع نطاقًا الذي تنظمه الهيئة الملكية. يهدف الموسم إلى الاحتفاء بتاريخ العُلا الغني بالتمور وتعزيز هذا المنتج الاستراتيجي. وتشمل فعاليات الموسم معارض للتمور وورش عمل ومحاضرات وفعاليات ثقافية وترفيهية، مما يجذب أعدادًا كبيرة من الزوار.

مع ذلك، لا يقتصر موسم التمور على الترويج لهذا المنتج وحده، بل يمتد ليشمل دعم كافة المنتجات الزراعية المحلية. يعمل السوق كمركز لتوزيع هذه المنتجات على الزوار والمستهلكين، مما يساهم في زيادة الطلب عليها. وتقول الهيئة الملكية بأنها تهدف إلى جعل العُلا مركزًا رائدًا لإنتاج وتسويق التمور والمنتجات الزراعية عالية الجودة في المنطقة.

علاوة على ذلك، يقوم موسم التمور بدور هام في نقل المعرفة والخبرات بين المزارعين وتبادل أفضل الممارسات الزراعية. تساعد ورش العمل والمحاضرات التي تقام على هامش الموسم المزارعين على تطوير مهاراتهم وزيادة إنتاجيتهم وتحسين جودة منتجاتهم. كما تشجع على تبني تقنيات الري الحديث والممارسات الزراعية المستدامة.

في المقابل، يواجه القطاع الزراعي في العُلا تحديات، بما في ذلك ندرة المياه وارتفاع تكاليف الإنتاج. تسعى الهيئة الملكية لمواجهة هذه التحديات من خلال الاستثمار في مشاريع البنية التحتية الزراعية وتقديم الدعم المالي والفني للمزارعين. وتشمل هذه المشاريع تطوير شبكات الري وتنفيذ برامج لترشيد استهلاك المياه.

الاستثمارات في البنية التحتية الزراعية تشمل أيضًا تطوير مرافق التعبئة والتغليف والتخزين، مما يساعد في الحفاظ على جودة المنتجات الزراعية وإطالة مدة صلاحيتها. هذا يتيح للمزارعين الوصول إلى أسواق أوسع وتصدير منتجاتهم إلى مناطق أخرى. ومع ذلك، يظل تحدي الوصول إلى أسواق التصدير يتطلب جهودًا متضافرة من القطاعين العام والخاص.

وفي سياق متصل، تعمل الهيئة الملكية على تطوير قطاعات أخرى مرتبطة بالزراعة، مثل الصناعات الغذائية والزراعة المتطورة. تهدف هذه الجهود إلى خلق فرص عمل جديدة وتنويع مصادر الدخل في المنطقة. كما تسعى الهيئة إلى جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية في هذه القطاعات.

من المتوقع أن تعلن الهيئة الملكية لمحافظة العُلا عن تقييم كامل لنتائج موسم تمور العُلا، بما في ذلك تأثير سوق المزارعين على الاقتصاد المحلي، بحلول نهاية شهر ديسمبر. وستشمل التقييمات تحليلًا للمبيعات وأعداد الزوار وملاحظات المزارعين والمستهلكين. وسيعتمد على نتائج هذا التقييم تحديد الخطط المستقبلية لتطوير القطاع الزراعي في المنطقة، مع التركيز على الاستدامة والابتكار.

شاركها.