أعلنت شركة اتحاد عذيب للاتصالات (قو للاتصالات) عن إطلاق منصة للذكاء الاصطناعي في وادي السيليكون بالولايات المتحدة، في خطوة تهدف إلى تعزيز قدراتها التقنية وتوسيع نطاق خدماتها. يأتي هذا الإعلان خلال مشاركة الشركة في منتدى الاستثمار الأمريكي السعودي في واشنطن، مع التركيز على دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الاتصالات السعودي. وتستثمر “قو للاتصالات” في البنية التحتية الرقمية لتلبية الطلب المتزايد على تقنيات الجيل التالي.

صرح الرئيس التنفيذي للشركة، يحيى آل منصور، بأن هذا التدشين يمثل بداية تعاون استراتيجي مع الشركات الأمريكية المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي. وبلغ عدد الاتفاقيات الموقعة مع هذه الشركات 43 اتفاقية، ومن المتوقع أن تسهل هذه الاتفاقيات وصول حلول الذكاء الاصطناعي إلى السوق السعودي، مما يعزز الابتكار في القطاع. وتسعى الشركة إلى دعم التحول الرقمي في المملكة.

توسيع نطاق خدمات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية السحابية

تسعى “قو للاتصالات” إلى بناء بنية تحتية قوية تدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي المختلفة، وذلك من خلال منصة “قو كلاود” (Go Cloud). تهدف هذه المنصة إلى توفير بيئة آمنة وفعالة لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي وتطويرها. بالإضافة إلى ذلك، قامت الشركة بإنشاء منصة “قو سايبر” (Go Cyber) المتخصصة في تقديم حلول أمنية متطورة لحماية البيانات والبنية التحتية للعملاء.

شراكات استراتيجية لنمو الذكاء الاصطناعي

تعتبر الشراكات مع الشركات الأمريكية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي خطوة حاسمة لـ “قو للاتصالات” في سعيها لتطوير حلول مبتكرة. وتشمل هذه الشركات مزودين للحلول المتقدمة في مجالات مثل معالجة اللغة الطبيعية، والتعلم الآلي، وتحليل البيانات. هذه التقنيات تعتبر أساسية لتطوير خدمات اتصالات أكثر ذكاءً وفعالية.

الاستثمار في الأمن السيبراني

مع تزايد التهديدات السيبرانية، تولي “قو للاتصالات” أهمية قصوى لتوفير حلول أمنية موثوقة. منصة “قو سايبر” تقدم مجموعة شاملة من الخدمات الأمنية التي تشمل حماية الشبكات، وكشف التهديدات، والاستجابة للحوادث، مما يضمن أمن بيانات العملاء وأنظمة الشركة.

تأسست شركة اتحاد عذيب للاتصالات في عام 2008، وأدرجت في السوق السعودي الرئيسية (تداول) في عام 2009. تبلغ القيمة السوقية الحالية للشركة حوالي 3.2 مليار ريال سعودي، بينما يبلغ رأس مالها 340 مليون ريال. يعكس هذا النمو المستمر ثقة المستثمرين في أداء الشركة وقدرتها على التكيف مع التغيرات في سوق الاتصالات.

وعلى الرغم من إدراجها في السوق، شهد رأس مال الشركة تقلبات عديدة، حيث تم تخفيضه ست مرات ورفعه مرتين من خلال طرح حقوق أولوية. بدأ التخفيض برفع رأس المال إلى 1.6 مليار ريال قبل أن يخضع لسلسلة من التعديلات وصولاً إلى 90 مليون ريال، ثم تم رفعه مرة أخرى ليقترب من مستواه الحالي. وتشير هذه التعديلات إلى استراتيجية الشركة في إدارة رأس المال بكفاءة وتلبية احتياجات النمو والتوسع.

يأتي هذا التحرك من “قو للاتصالات” في سياق رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز الابتكار في القطاع الرقمي. وتعتبر تقنيات الذكاء الاصطناعي مكونًا رئيسيًا في هذه الرؤية، حيث يمكن أن تساهم في تحسين الكفاءة، وخلق فرص عمل جديدة، وتعزيز القدرة التنافسية للمملكة على الصعيد العالمي. وتتماشى استثمارات الشركة مع الجهود الوطنية لتطوير قطاع التكنولوجيا.

تتزايد أهمية التحول الرقمي في المملكة العربية السعودية، ويظهر ذلك في الاستثمارات الحكومية والخاصة في البنية التحتية التكنولوجية. تسعى الشركات إلى تبني حلول مبتكرة لتحسين خدماتها وكفاءتها. وتعتبر “قو للاتصالات” من الشركات الرائدة في هذا المجال، حيث تقدم مجموعة واسعة من خدمات الاتصالات والحلول الرقمية.

بالإضافة إلى ذلك، تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نموًا سريعًا في سوق الذكاء الاصطناعي، مدفوعًا بالاستثمارات الحكومية والخاصة المتزايدة. وتهدف الحكومات في المنطقة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل الرعاية الصحية، والتعليم، والنقل، والأمن. تستعد “قو للاتصالات” للاستفادة من هذا النمو وتوسيع نطاق أعمالها في المنطقة.

من المتوقع أن تستمر “قو للاتصالات” في استكشاف فرص جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي وتوسيع نطاق خدماتها. وستعتمد الشركة على شراكاتها الاستراتيجية مع الشركات الأمريكية المتخصصة في هذا المجال، بالإضافة إلى استثماراتها في البنية التحتية الرقمية. وستشمل الخطوات التالية تطوير نماذج ذكاء اصطناعي متخصصة لتلبية احتياجات السوق السعودي، والعمل على دمج هذه النماذج في خدمات الاتصالات الحالية.

يبقى من المهم مراقبة مدى قدرة الشركة على تحقيق أهدافها الاستراتيجية في مجال الذكاء الاصطناعي، وكيف ستساهم هذه الاستثمارات في تعزيز مكانتها في السوق السعودي. كما يجب متابعة التطورات التنظيمية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي في المملكة، والتي قد تؤثر على مسار نمو الشركة في هذا المجال.

شاركها.