:

أعرب الرئيس التنفيذي لشركة نفيديا، جينسن هوانج، عن ثقته في النمو المستمر للذكاء الاصطناعي، رافضًا بذلك المخاوف المتزايدة بشأن وجود “فقاعة” في هذا المجال. جاءت تصريحات هوانج خلال مكالمة أرباح الشركة الأخيرة، حيث أكد على الطلب غير المسبوق على رقائق نفيديا، وهي مكونات أساسية في تطوير وتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدية. هذا النقاش حول مستقبل الذكاء الاصطناعي يكتسب زخمًا في ظل التطورات السريعة التي يشهدها القطاع.

أدلى هوانج بهذه التصريحات في أعقاب تقارير عن انخفاض أسهم نفيديا بنحو 10% في الأسابيع الأخيرة، بعد أن بلغت ذروتها في أواخر أكتوبر. ومع ذلك، ارتفعت الأسهم بنحو 5% في التداول بعد ساعات العمل، بعد إعلان نفيديا عن مبيعات ربع سنوية قياسية. تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه صناعة التكنولوجيا تقلبات كبيرة.

مستقبل الرقائق والذكاء الاصطناعي: رؤية نفيديا

تستند وجهة نظر هوانج إلى الاعتقاد بأن الذكاء الاصطناعي يتغلغل في جميع الصناعات، بدءًا من الحوسبة السحابية وصولًا إلى الروبوتات والشركات. وأضاف أن رقائق نفيديا ستظل ضرورية لتشغيل هذه الثورة التكنولوجية. وفقًا للرئيس التنفيذي، فإن الاحتياجات المتنوعة للحوسبة ستستمر في الاعتماد على منتجات نفيديا.

هيمنة نفيديا على السوق

تتمتع نفيديا بمكانة مهيمنة في سوق وحدات معالجة الرسوميات (GPUs)، وهي المكونات الحاسمة لتدريب وتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدية. زاد الطلب على رقائقها بشكل كبير منذ إطلاق ChatGPT من OpenAI قبل ثلاث سنوات. وتواجه الشركة حاليًا طلبًا يتجاوز بكثير قدرتها على التوريد، مع وجود ما يقرب من 500 مليار دولار من الطلبات غير الملباة، حسبما ذكر مسؤولو نفيديا.

لقد استثمرت نفيديا أرباحها الكبيرة في عمليات إعادة شراء الأسهم والاستثمار في شركات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك OpenAI، ومشغل مراكز البيانات CoreWeave، و xAI التابعة لإيلون ماسك، وهي الشركة المطورة لروبوت الدردشة Grok. تهدف هذه الاستثمارات إلى تعزيز مكانة الشركة في النظام البيئي للذكاء الاصطناعي.

يثار قلق بعض المستثمرين بشأن ما إذا كانت هذه الصفقات تستهدف بشكل مصطنع دعم المبيعات. ومع ذلك، يرى خبراء في صناعة الذكاء الاصطناعي أن الشراكة الوثيقة مع نفيديا أمر بالغ الأهمية للحصول على الرقائق والدعم الفني اللازمين. ويعتقدون أن إيرادات هذه الشركات ستزداد في النهاية بما يكفي لتمويل مشتريات الرقائق الخاصة بها.

استثمارات نفيديا في الشركات الناشئة

أوضح هوانج خلال المكالمة أن الاستثمار في شركات مثل OpenAI يهدف إلى تعزيز التعاون التقني ودعم نموها المتسارع. وأعرب عن ثقته في أن هذا الاستثمار سيؤدي إلى عوائد استثنائية. تشير هذه الخطوة إلى استراتيجية نفيديا لتوسيع نطاق تأثيرها في مجال الحوسبة المتقدمة.

بالتزامن مع ذلك، تقوم نفيديا بتوسيع نطاق إنتاجها وقدراتها التصنيعية لتلبية الطلب المتزايد على رقائقها. وتعتمد الشركة على شراكات مع شركات تصنيع الرقائق مثل TSMC لضمان توفير الإمدادات اللازمة. يساهم هذا التوجه في تخفيف حدة النقص العالمي في أشباه الموصلات.

تأتي هذه التطورات في سياق أوسع نطاقًا من الاستثمارات الضخمة في مجال الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم. تتنافس الشركات والحكومات على تطوير وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، مثل الرعاية الصحية والتعليم والنقل. من شأن هذا التنافس أن يدفع الابتكار وتسريع وتيرة التطور في هذا القطاع.

في المقابل، يشير بعض المحللين إلى أن قيمة نفيديا قد تكون مبالغًا فيها بناءً على التوقعات المتفائلة حول نمو الذكاء الاصطناعي. ويحذرون من أن تباطؤ النمو في الطلب على الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى انخفاض كبير في أسهم الشركة. ومع ذلك، يعتقد معظم المحللين أن نفيديا لا تزال لديها إمكانات نمو كبيرة على المدى الطويل.

يُذكر أن المنافسة في سوق أشباه الموصلات تشتد، مع دخول لاعبين جدد مثل AMD و Intel إلى هذا المجال. تسعى هذه الشركات إلى تطوير رقائق خاصة بها قادرة على منافسة منتجات نفيديا. ومع ذلك، لا تزال نفيديا تحتل موقعًا رائدًا من حيث التكنولوجيا والحصة السوقية.

الخطوة التالية المتوقعة هي استمرار نفيديا في إطلاق منتجات جديدة ومبتكرة لتلبية الاحتياجات المتغيرة لصناعة الذكاء الاصطناعي. يجب مراقبة تطورات السوق العالمية وعلاقات الشركة مع شركائها الرئيسيين وأي تغييرات في السياسات الحكومية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات. سيكون من المهم أيضًا تتبع أداء الشركات التي استثمرت فيها نفيديا لتقييم العائد المحتمل على هذه الاستثمارات.

شاركها.