أعلنت منصة “إكس” مؤخرًا عن خطط لإضافة ميزة جديدة تهدف إلى زيادة الشفافية حول المستخدمين، بما في ذلك معلومات حول موقعهم الجغرافي. تهدف هذه الخطوة، والتي تأتي في سياق مكافحة انتشار الحسابات الآلية (الروبوتات) والتضليل، إلى منح المستخدمين فهماً أفضل لهوية الأفراد والجهات التي يتفاعلون معها على المنصة. وقد أثارت هذه الخطوة جدلاً واسعاً حول الخصوصية وتأثيراتها المحتملة.
بدأت هذه المبادرة في أعقاب دعوات متزايدة من شخصيات عامة وصحفيين لمواجهة مشكلة انتشار الحسابات المزيفة، خاصة تلك التي يُعتقد أنها مدعومة من جهات أجنبية. وقد أطلقت الصحفية الأمريكية كيتي بافليش، المعروفة بتحليلها السياسي، حملة عبر منصة “إكس” تطالب بإلزام جميع الحسابات بالكشف عن الدولة التي ينتمي إليها صاحبها.
مكافحة الروبوتات وتعزيز الثقة: ميزة “حول الملف الشخصي” قيد التطوير
استجابة لهذه الدعوات، أشار نيكيتا بير، رئيس قسم المنتجات في “إكس”، إلى أن المنصة تعمل بالفعل على تطوير ميزة جديدة تحمل اسم “حول الملف الشخصي”. تهدف هذه الميزة إلى عرض تفاصيل إضافية حول الحسابات، مثل تاريخ الإنشاء، الموقع الجغرافي، وتاريخ تغيير اسم المستخدم. ووفقًا لبير، ستساعد هذه المعلومات المستخدمين على تقييم مصداقية الحسابات بشكل أفضل.
كيف ستعمل الميزة الجديدة؟
ستقوم الميزة الجديدة بتحليل عدة عوامل لتحديد مدى موثوقية الحساب. على سبيل المثال، إذا كان الحساب يشير إلى موقعه في ولاية أمريكية معينة، ولكن معلومات تسجيله تشير إلى أنه يعمل من خارج الولايات المتحدة، فقد يثير ذلك الشكوك. بالإضافة إلى ذلك، قد تكشف الميزة عما إذا كان الحساب يستخدم شبكة افتراضية خاصة (VPN) لإخفاء موقعه الحقيقي. تعد هذه التفاصيل ذات أهمية خاصة في مكافحة الحسابات الوهمية التي تنشر معلومات مضللة.
هذه المعلومات لا تثبت بالضرورة سوء النوايا، لكنها توفر مؤشرات قد تدفع المستخدمين إلى الحذر. فقد يكون للاستخدام المنتظم لشبكة VPN أسباب مشروعة، ولكن تضمينه في البيانات المعروضة يمنح المستخدمين سياقًا إضافيًا لتقييم الحساب.
أوضح بير أن “إكس” ستبدأ باختبار هذه الميزة على حسابات موظفيها لجمع الملاحظات وإجراء التحسينات اللازمة قبل طرحها على نطاق أوسع. كما أكد أن المستخدمين سيحتفظون بخيار إيقاف عرض هذه المعلومات، ولكن القيام بذلك قد يؤدي إلى إبراز هذا التغيير في إعدادات الخصوصية الخاصة بهم.
بالإضافة إلى ذلك، هناك وعي بالقضايا المتعلقة بالخصوصية في المناطق التي قد يتعرض فيها المستخدمون لعقوبات بسبب تعبيرهم عن آرائهم. في هذه الحالات، قد تستبدل المنصة الدولة بالمنطقة في المعلومات المعروضة.
تأتي هذه الخطوة بعد حملة سابقة قامت بها “إكس” لإزالة الحسابات الآلية، حيث تم حذف 1.7 مليون حساب روبوت من المنصة، والتي كانت تشارك في إرسال رسائل غير مرغوب فيها.
تبقى فعالية هذه الميزة في مكافحة التضليل والحسابات المزيفة محل نقاش. فالمحتالون والأفراد الذين ينشرون معلومات مضللة غالبًا ما يجدون طرقًا للتحايل على هذه الإجراءات، مثل استخدام هويات مزيفة أو تغيير مواقعهم باستمرار. يجدر بالملاحظة أن هذه الخطوة لا تحل المشكلة بالكامل، بل هي محاولة لزيادة الشفافية ومنح المستخدمين أدوات أفضل لتقييم مصداقية المعلومات التي يتلقونها.
في الوقت الراهن، أكد نيكيتا بير أن الاختبارات الأولية ستستمر خلال الأسابيع القليلة القادمة. من المتوقع أن يتم جمع الملاحظات من المستخدمين الداخليين واستخدامها لتحسين الميزة قبل إطلاقها للجمهور. يراقب المستخدمون والمحللون عن كثب هذه التطورات لتقييم تأثيرها المحتمل على بيئة المعلومات على منصة “إكس”. يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كانت هذه الميزة ستكون كافية لتقليل انتشار المعلومات المضللة بشكل فعال، وكيف ستتفاعل الجهات الخبيثة مع هذه التغييرات الجديدة.






