شهدت مدينة نيويورك إقبالًا غير مسبوق على متاجر الكوكيز، حيث يتوافد الزوار والسكان المحليون لتجربة أشهى أنواع الكوكيز المتوفرة، مما يجعلها الوجهة المفضلة لمحبي الحلويات. لم تعد الكوكيز مجرد وجبة خفيفة، بل أصبحت تجربة بحد ذاتها، تدفع البعض للسفر من ولايات بعيدة للاستمتاع بها.
صعود جنون الكوكيز في نيويورك
سافرت جوردان وايت، البالغة من العمر 34 عامًا، من ميشيغان إلى نيويورك مع زوجها لقضاء شهر العسل في تذوق الكوكيز. كانت وايت تأمل في زيارة مخبز “ريد جيت” الشهير في منطقة إيست فيليدج، والذي يعتبره الكثيرون الأفضل في المدينة، لكنها وجدت المخبز مغلقًا بسبب نفاد الكمية. “كان هناك مجموعة من الشباب خلفي عبروا عن خيبة أملهم بصوت عالٍ”، هذا ما ذكرته وايت. وعلى الرغم من ذلك، زارت مخبز “سوبر مون” وجربت كوكيز الشوكولاتة بالملح البحري، لكنها لم تصنفها ضمن أفضل الكوكيز التي تناولتها.
وايت ليست الوحيدة المهتمة بالكوكيز؛ فهي تحتفظ بقائمة تقييم للكوكيز التي جربتها في زياراتها السابقة لنيويورك. من بين المخابز التي زارتها “ليفان” و “كلتشر إسبresso” و “سيفن جرامز” و “شماكاريز” وغيرها. تعتبر كوكيز “سيفن جرامز” المفضلة لديها لما تتميز به من أطراف مقرمشة ومركز طري ونسبة جيدة من الشوكولاتة.
من الكب كيك إلى الكوكيز: تحول في عالم الحلويات
في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، سيطرت متاجر الكب كيك على المشهد في نيويورك بعد عرض حلقة شهيرة من مسلسل “Sex and the City” تظهر فيها كاري برادشو وهي تتناول كب كيك من مخبز “ماغنوليا”. شهدت مخابز مثل “كرامبز” و “سبرينكلز” و “جورج تاون كب كيك” و “باكد باي ميليسا” نجاحًا كبيرًا في جميع أنحاء البلاد، حتى أن برنامجًا تلفزيونيًا مخصصًا للكب كيك، وهو “Cupcake Wars”، بدأ عرضه في عام 2010.
على الرغم من أن العديد من هذه المخابز لا تزال تعمل، إلا أن بعضها قلص حجم عملياته. فقد قامت “كرامبز” بإغلاق جميع متاجرها عام 2016 وتعتمد الآن على البيع عبر الإنترنت. أما “جورج تاون كب كيك” فلديه متجران فقط، بينما لا تزال “سبرينكلز” و “باكد باي ميليسا” تحتفظ بوجود قوي في جميع أنحاء البلاد.
الآن، تشهد نيويورك طفرة في عدد متاجر الكوكيز، حيث تنتشر مخابز مثل “ليفان” و “ميلك بار” و “ريد جيت” و “تشيب سيتي” و “كرامبل”، مما يدفع الناس إلى الوقوف في طوابير طويلة للحصول عليها، بدعم من المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي الذين ينشرون مراجعات فيديو عن هذه الكوكيز.
دور وسائل التواصل الاجتماعي في جنون الكوكيز
تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي محركًا رئيسيًا لانتشار جنون الكوكيز. فقد قامت شركة “تشيب سيتي” بالشراكة مع شركة “JetBlue” لتقديم مكافآت إضافية لعملاء الطيران، كما أطلقت كوكيز مستوحاة من مشروبات الطاقة “Bloom Nutrition”. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد تعاونت “كرامبل” مع مشاهير مثل عائلة كارداشيان وأخوة جوناس، وأطلقت “ميلك بار” خطًا كاملاً من منتجات العناية بالجسم والمنزل برائحة الكوكيز بالتعاون مع “Bath & Body Works”.
حتى مخبز “ليفان” العريق، الذي افتتح أبوابه في الجانب الغربي الأعلى من مانهاتن قبل 30 عامًا واشتهر بكوكيزه السميكة واللذيذة، انضم إلى هذه الموجة من التعاونات، حيث قام بالشراكة مع شركة “Snif” لإنتاج شمعة إصدار محدود للاحتفال بذكرى تأسيسه.
قد يتساءل البعض عما إذا كان هذا الجنون بالكوكيز سينتهي مثل جنون الكب كيك، لكن وسائل التواصل الاجتماعي قد تكون هي المنقذ. فشركة “كرامبل”، التي تأسست في عام 2017 في ولاية يوتا، توسعت بسرعة وأصبحت لديها أكثر من 1100 متجر في جميع أنحاء البلاد.
يرجع نجاح “كرامبل” إلى تفاعل العملاء وإنشاء مجتمع عبر الإنترنت. يقوم فريق التسويق في الشركة بعرض مقاطع الفيديو التي ينشرها العملاء على شاشات التلفزيون في المتاجر لتعزيز هذا التفاعل. بالإضافة إلى ذلك، تقدم “كرامبل” نكهات كوكيز مختلفة كل أسبوع، مثل كوكيز دبي بالشوكولاتة والجبن وكوكيز التفاح بالكراميل، مما يخلق تجربة عالمية مشتركة.
كما أن “تشيب سيتي”، الذي افتتح في عام 2017 في أستوريا، كوينز، وافتتح 52 موقعًا في تسع ولايات، قد بنى قاعدة جماهيرية قوية بفضل نكهاته الغريبة وغير التقليدية، مثل كوكيز “Pop-Tarts” و “Cap’n Crunch” و “Teddy Grahams” و “Pringles”.
تأثير هذا الجنون على المخابز التقليدية
أدى نجاح “كرامبل” و “تشيب سيتي” إلى إلهام المخابز الراسخة لإعادة النظر في استراتيجياتها. فمثلاً، قام مخبز “ميلك بار” بتوسيع قائمة كوكيزه لتقديم نكهات جديدة ومبتكرة مثل الشوكولاتة بالرقائق وثلاثية زبدة الفول السوداني والكريمة بالشوفان.
ومع ذلك، يؤكد الخبراء على أن كوكيز الشوكولاتة التقليدية لا تزال تحظى بشعبية كبيرة، حيث أنها “تلقى صدى لدى معظم الناس”. قد تتغير الاتجاهات، لكن كلاسيكية كوكيز الشوكولاتة تضمن لها مكانة دائمة.
يشارك مالكو “ليفان” هذا الرأي، معربين عن دهشتهم من النجاح المستمر لمخبزهم بعد 30 عامًا.
من المتوقع أن يستمر الاهتمام بالكوكيز في النمو، وأن تشهد المخابز المزيد من الابتكار والتعاونات. وسيكون من المثير للاهتمام متابعة تطور هذا المشهد، ومعرفة ما إذا كانت الكوكيز ستحافظ على مكانتها كأكثر الحلويات شعبية في نيويورك وخارجها.






