هجوم مسلح استهدف كنيسة في نيجيريا يوم الثلاثاء، مما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل واختطاف القس وعدد من المصلين. وتأتي هذه الحادثة في ظل تصاعد العنف ضد المسيحيين في البلاد، مما يثير قلقًا متزايدًا بشأن حرية الدين والأمن القومي. وقد أدت هذه الأحداث إلى دعوات دولية للتحقيق في الأسباب ومحاسبة المسؤولين، بالإضافة إلى زيادة الجهود لحماية المسيحيين في نيجيريا.
تصاعد العنف ضد المسيحيين في نيجيريا
وقع الهجوم في بلدة إروكو بولاية كوارا بوسط نيجيريا. وذكرت شهود عيان وشرطة محلية أن مسلحين اقتحموا كنيسة “كريست أبوستوليك تشيرش” أثناء الخدمة، وأطلقوا النار بشكل عشوائي، مما أدى إلى حالة من الذعر والفوضى. وقد نشرت وسائل إعلام محلية مقطع فيديو يظهر لحظات الهجوم، حيث يظهر المسلحون وهم يقتحمون الكنيسة ويسيطرون على المصلين.
أصدر حاكم ولاية كوارا، عبد الرحمن عبد الرزاق، أمرًا فوريًا بنشر قوات الأمن في المنطقة. كما دعا إلى تعزيز الإجراءات الأمنية في جميع أنحاء الولاية لمنع وقوع حوادث مماثلة في المستقبل. وقد أكد مسؤولون محليون أن عمليات البحث عن المخطوفين جارية، وأن السلطات تبذل قصارى جهدها لضمان عودتهم سالمين.
خلفية العنف الطائفي
تأتي هذه الأحداث في سياق تاريخ طويل من الصراعات الطائفية بين المسلمين والمسيحيين في نيجيريا، خاصة في منطقة “حزام الوسط”. ويعزى هذا العنف إلى عوامل متعددة، منها التنافس على الموارد الاقتصادية والسياسية، بالإضافة إلى التوترات الدينية والثقافية. وقد أدى هذا الوضع إلى فقدان العديد من الأبرياء وتفاقم الانقسامات المجتمعية.
في مطلع هذا الأسبوع، اختطف مسلحون 25 فتاة من مدرسة داخلية في ولاية كبي شمال غرب نيجيريا، كما قُتل أحد الموظفين. وأكد متحدث الشرطة نافيو أبو بكر كوتار كوشي أن المسلحين كانوا يحملون أسلحة متطورة وتبادلوا إطلاق النار مع الحراس قبل اختطاف الفتيات. هذا الحادث يضاف إلى سلسلة عمليات الخطف التي تستهدف المدارس والمواطنين في مناطق مختلفة من نيجيريا.
وقد صنفت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب نيجيريا كـ “دولة ذات اهتمام خاص” بسبب تصاعد العنف ضد المسيحيين. ويعكس هذا التصنيف قلقًا متزايدًا بشأن انتهاكات حرية الدين في البلاد.
دعوات دولية للتحقيق
عقد السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة، مايك والتز، يوم الثلاثاء، فعالية تسلط الضوء على العنف المستمر ضد المسيحيين في نيجيريا. وخلال الفعالية، وصف والتز عمليات القتل التي تستهدف المسيحيين في نيجيريا بأنها “إبادة جماعية ترتدي قناع الفوضى”. وأشار إلى وجود أدلة دامغة على تعرض المسيحيين لمعاناة غير متناسبة، بما في ذلك قتل رجال الدين وحرق الكنائس.
شاركت نجمة الراب نيكي ميناج في فعالية والتز، وأعربت عن دعمها لجهود الإدارة الأمريكية لمكافحة الاضطهاد الذي يتعرض له المسيحيون في نيجيريا. وأكدت ميناج أن المسيحيين يتعرضون للاستهداف والتهجير والقتل في نيجيريا بسبب عقيدتهم، وأن هذا الوضع يتطلب تحركًا عاجلاً. وشددت على أن حماية المسيحيين في نيجيريا ليست مسألة اختيار، بل هي واجب إنساني.
ويشكل الوضع في نيجيريا مصدر قلق متزايد للمجتمع الدولي، حيث تدعو العديد من المنظمات الحقوقية والحكومات إلى إجراء تحقيق مستقل في عمليات العنف ومحاسبة المسؤولين. كما تدعو إلى اتخاذ إجراءات فعالة لحماية الأقليات الدينية وضمان حرية الدين للجميع. هناك قلق متزايد بشأن الأمن الإنساني و التدهور الأمني في البلاد.
من المتوقع أن يستمر التوتر في نيجيريا في ظل استمرار العنف الطائفي وتصاعد عمليات الخطف. وستراقب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي عن كثب التطورات على الأرض، وستسعى إلى تقديم الدعم والمساعدة للمتضررين. من الضروري أن تتخذ الحكومة النيجيرية إجراءات حاسمة لمعالجة الأسباب الجذرية للعنف، وتعزيز الأمن والاستقرار في جميع أنحاء البلاد. تحديد مستقبل المسيحيين في نيجيريا يظل غير مؤكدًا ويعتمد على خطوات الحكومة وقدرتها على فرض القانون والنظام.






