أعرب البابا ليو الرابع عشر يوم الثلاثاء عن تأييده القوي لرسالة أساقفة الولايات المتحدة التي تدين حملات الترحيل التي تنفذها إدارة ترامب، داعيًا الأمريكيين إلى الاستماع إلى المهاجرين ومعاملتهم بإنسانية وكرامة. يأتي هذا التأكيد في ظل تصاعد الجدل حول سياسات الهجرة في الولايات المتحدة وتأثيرها على المجتمعات المحلية.
تأييد بابوي لموقف الأساقفة الأمريكيين من الهجرة
تم توجيه سؤال للبابا حول “الرسالة الخاصة” التي اعتمدها مؤتمر أساقفة الولايات المتحدة خلال اجتماعهم العام الأسبوع الماضي في بالتيمور. وقد انتقد الأساقفة أجندة الترحيل الجماعية للرئيس دونالد ترامب و”تشويه” صورة المهاجرين، معربين عن قلقهم إزاء الخوف والقلق اللذين تثيرهما مداهمات الهجرة في المجتمعات.
وأعرب الأساقفة في بيانهم عن حزنهم بشأن “المناخ الحالي للنقاش وتشويه صورة المهاجرين”، بالإضافة إلى قلقهم بشأن الأوضاع في مراكز الاحتجاز ونقص إمكانية الوصول إلى الرعاية الروحية للمهاجرين المحتجزين. كما أعربوا عن معارضتهم لـ “الترحيل الجماعي غير المحدود للناس”.
انتقادات واسعة النطاق لسياسات ترامب
أكد البابا ليو، أول بابا أمريكي، أنه يقدر رسالة الأساقفة الأمريكيين، وشجع الكاثوليك وجميع ذوي النوايا الحسنة على الاستماع إلى المهاجرين ومعاملتهم بكرامة، حتى لو كانوا في البلاد بشكل غير قانوني. وأضاف: “أعتقد أنه يجب علينا البحث عن طرق لمعاملة الناس بإنسانية، ومعاملة الناس بالكرامة التي يتمتعون بها.”
وتابع قائلًا: “إذا كان الناس يعيشون في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني، فهناك طرق للتعامل مع ذلك. هناك محاكم، وهناك نظام عدالة.”
وقد دعا البابا سابقًا الأساقفة المحليين إلى التعبير عن آرائهم حول القضايا الاجتماعية. وذكرت تقارير أن قادة الكنيسة الكاثوليكية انتقدوا خطة الترحيل الجماعية لترامب، حيث أدت المخاوف من مداهمات الهجرة إلى انخفاض الحضور في القداس في بعض الرعايا.
في وقت سابق من هذا العام، ألغت الحكومة الفيدرالية توجيهًا لإدارة بايدن كان يمنع وكلاء الهجرة من تنفيذ المداهمات في المناطق الحساسة مثل الكنائس والمدارس والمستشفيات. هذا التغيير أثار المزيد من القلق بين مجموعات حقوق الإنسان والمنظمات الدينية.
التوازن بين تطبيق القانون والكرامة الإنسانية
أقر البابا ليو بالمشاكل التي تعاني منها منظومة الهجرة في الولايات المتحدة، لكنه شدد على أنه لا أحد يدعو إلى فتح الحدود الأمريكية بشكل كامل، وأن كل دولة لها الحق في اختيار من يمكنه الدخول إليها وطرق القيام بذلك. قضايا الهجرة معقدة وتتطلب حلولًا متوازنة.
ومع ذلك، أضاف: “لكن عندما يعيش الناس حياة جيدة، وكثيرون منهم لمدة 10 أو 15 أو 20 عامًا، فإن معاملتهم بطريقة غير محترمة للغاية – وكان هناك بعض العنف للأسف – أعتقد أن الأساقفة كانوا واضحين جدًا فيما قالوه.”
ودعا البابا جميع الناس في الولايات المتحدة إلى الاستماع إلى الأساقفة. تأتي هذه الدعوة في سياق نقاش أوسع حول اللاجئين والمهاجرين وحقوقهم.
كانت “الرسالة الخاصة” للأساقفة هي المرة الأولى منذ عام 2013 التي يصدرون فيها بيانًا يتعلق بقضية واحدة خلال اجتماعاتهم. يعكس هذا التوجه مدى عمق القلق بشأن سيادة القانون وحقوق الإنسان.
من المتوقع أن يستمر النقاش حول سياسات الهجرة في الولايات المتحدة، مع تصاعد الضغوط على الحكومة لإيجاد حلول شاملة تعالج قضايا الأمن والكرامة الإنسانية. سيراقب المراقبون عن كثب رد فعل الإدارة على موقف البابا والأساقفة، والخطوات التي ستتخذها لمعالجة مخاوفهم.
ساهمت وكالة أسوشيتد برس في هذا التقرير.






