تزدهر السياحة في منطقة جازان جنوب غرب المملكة العربية السعودية، مدفوعةً بجهود متزايدة لتطوير الخدمات السياحية والترويج للمقومات الطبيعية والثقافية الفريدة. يلعب المرشدون السياحيون دوراً محورياً في هذه النهضة، حيث يقودون الزوار في تجارب غامرة تكشف عن جمال المنطقة وتاريخها العريق، وتسهم في تعزيز مكانتها كوجهة سياحية متميزة.

تتركز هذه الجولات السياحية الجديدة في جازان على تقديم مزيج متنوع من التجارب، بدءًا من الاستكشاف البحري الذي يسلط الضوء على التراث الساحلي للمنطقة، وصولاً إلى المغامرات في الجبال والريف. وقد شهدت المنطقة في الأشهر الأخيرة ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد السياح المحليين والدوليين، مع تزايد الإقبال على الخدمات التي يقدمها المرشدون السياحيون.

دور المرشدين السياحيين في تطوير السياحة في جازان

يعتبر المرشدون السياحيون بمثابة سفراء للمنطقة، حيث يساهمون في تشكيل انطباع الزائر الأول والأخير. فهم لا يقتصرون على تقديم المعلومات التاريخية والجغرافية، بل يسعون إلى بناء علاقة شخصية مع الزوار، ومشاركة شغفهم بجمال جازان وثقافتها.

وتشمل مهام المرشدين السياحيين تنظيم الجولات التعريفية، وتقديم الدعم اللوجستي للزوار، والإجابة على استفساراتهم، بالإضافة إلى توفير معلومات حول العادات والتقاليد المحلية. وبحسب تقارير وزارة السياحة، فإن عدد المرشدين السياحيين المعتمدين في جازان قد ارتفع بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية، مما يعكس الاهتمام المتزايد بهذا المجال.

جولات بحرية تجمع بين التاريخ والطبيعة

تستعرض الجولات البحرية في جازان العمارة التقليدية للموانئ والقرى الساحلية، بالإضافة إلى الحياة البحرية الغنية. ينقل المرشدون الزوار عبر الزمن، مستعرضين تاريخ المنطقة كمركزاً تجارياً مهماً، ودور البحر في حياة السكان المحليين.

تتخلل هذه الجولات أيضاً زيارات لمواقع تاريخية مثل القلاع والحصون القديمة، التي تحكي قصصاً عن صمود المنطقة وتراثها العريق. كما يحرص المرشدون على تعريف الزوار بالنباتات والحيوانات البحرية الفريدة التي تتميز بها المنطقة.

استكشاف جبال جازان وتراثها الزراعي

بالإضافة إلى الجولات البحرية، يوفر المرشدون السياحيون تجارب فريدة في جبال جازان، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة، وزيارة المدرجات الزراعية الخضراء، والاستفادة من مناخ المنطقة المعتدل.

تعتبر مزارع البن السعودي من أبرز الوجهات السياحية في جبال جازان، حيث يمكن للزوار التعرف على عملية زراعة البن وحصاده، وتذوق القهوة الطازجة التي تشتهر بها المنطقة. كما تشهد هذه الجولات إقبالاً كبيراً من المهتمين بالتصوير الفوتوغرافي، لالتقاط صور للمناظر الطبيعية الخلابة والشلالات المتدفقة.

الجولات الريفية في تهامة: لمحة عن الحياة الجنوبية الأصيلة

تركز الجولات الريفية في تهامة على تعريف الزوار بثقافة وحياة السكان المحليين. ويرافق المرشدون الزوار في زيارات لقرى تهامة التقليدية، حيث يمكنهم التعرف على أساليب العيش التقليدية، والحرف اليدوية، والفنون الشعبية.

وتعتبر مواسم الحصاد في تهامة فرصة رائعة للزوار للاستمتاع بضيافة السكان المحليين، وتذوق الأطعمة التقليدية المصنوعة من المنتجات المحلية الطازجة. تهدف هذه الجولات إلى تعزيز التبادل الثقافي بين الزوار والسكان المحليين، وبناء جسور من التفاهم والاحترام المتبادل. تطوير البنية التحتية يساهم في ازدهار السياحة البيئية.

يرى مراقبون أن زيادة عدد المرشدين السياحيين المدربين والمؤهلين تأتي في إطار رؤية المملكة 2030، التي تولي اهتماماً كبيراً بتطوير قطاع السياحة، وتنويع مصادر الدخل، وتعزيز مكانة المملكة كوجهة سياحية عالمية. تسعى الهيئة السعودية للسياحة إلى رفع مستوى جودة الخدمات السياحية، وتوفير تجارب فريدة للزوار، من خلال دعم المرشدين السياحيين وتوفير فرص التدريب والتطوير لهم.

وعلى الرغم من التقدم الملحوظ في قطاع السياحة في جازان، لا تزال هناك بعض التحديات التي تواجه المرشدين السياحيين، مثل قلة البنية التحتية السياحية في بعض المناطق النائية، وصعوبة الوصول إلى بعض المواقع السياحية، والحاجة إلى المزيد من الترويج للمنطقة على المستوى الدولي. فيما يتعلق بـ الاستثمار السياحي، فإن المنطقة تشهد نمواً ملحوظاً في مشاريع الفنادق والمنتجعات والمرافق السياحية الأخرى.

في الختام، من المتوقع أن يشهد قطاع السياحة في جازان المزيد من النمو والتطور في المستقبل القريب، وأن يستمر المرشدون السياحيون في لعب دور حيوي في نجاح هذه العملية. وتشير التوقعات إلى زيادة الاستثمارات في البنية التحتية السياحية، وتطوير المزيد من المنتجات والخدمات السياحية المتنوعة، بالإضافة إلى تكثيف الجهود الترويجية للمنطقة على المستوى العالمي. سيتم تقييم أثر هذه التطورات على عدد الزوار ومعدلات الإنفاق السياحي في الربع الأخير من عام 2024.

شاركها.