تنطلق أعمال مؤتمر ومعرض الحج 1447هـ، بتنظيم وزارة الحج والعمرة بالتعاون مع برنامج خدمة ضيوف الرحمن، في مكة المكرمة. يركز مؤتمر الحج هذا العام على تطوير منظومة خدمات الحجاج والمعتمرين، واستعراض أحدث التقنيات والمبادرات لتحسين تجربتهم. ويشارك في فعالياته 225 متحدثًا من 150 دولة، بالإضافة إلى ممثلين من القطاعات الحكومية والخاصة، بهدف تبادل الخبرات والمعرفة في مجال خدمات الحجاج.

يُعقد المؤتمر والمعرض خلال الفترة من 7 إلى 10 مايو 2024، ويتوقع أن يستقطب الآلاف من المهتمين بالشأن الحجي، من مسؤولين حكوميين، وممثلي شركات تنظيم رحلات الحج والعمرة، والباحثين، والمختصين في مجال الضيافة. وتهدف وزارة الحج والعمرة إلى جعل المملكة العربية السعودية رائدة عالميًا في تقديم الخدمات الحجية المتميزة.

مؤتمر الحج 1447هـ: منصة لتبادل الخبرات وتطوير الخدمات

يعتبر مؤتمر الحج منصة حيوية لتبادل الخبرات والمعرفة بين مختلف الجهات المعنية بشؤون الحج والعمرة، بحسب ما أعلنت وزارة الحج والعمرة. ويشمل البرنامج العلمي للمؤتمر 140 جلسة وورشة عمل تغطي مجموعة واسعة من الموضوعات المتعلقة بتحسين تجربة الحجاج، بما في ذلك الأمن والسلامة، والصحة، والنقل، والإقامة، والخدمات اللوجستية. ويركز المعرض المصاحب على عرض أحدث التقنيات والحلول المبتكرة في مجال تنظيم الحج.

أهداف المؤتمر ورؤية 2030

يتماشى تنظيم مؤتمر الحج مع رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى استقطاب المزيد من الحجاج والمعتمرين، وتحسين جودة الخدمات المقدمة لهم. وتسعى الرؤية إلى زيادة مساهمة قطاع الحج والعمرة في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة. كما تركز الرؤية على تطوير البنية التحتية في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وتوفير بيئة آمنة ومريحة للحجاج.

وتشير التقارير إلى أن المملكة العربية السعودية تسعى إلى استقبال 30 مليون معتمر بحلول عام 2030، وهو ما يتطلب تطويرًا شاملاً لمنظومة خدمة ضيوف الرحمن. وتعتبر الاستفادة من التقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، أمرًا ضروريًا لتحقيق هذا الهدف. بالإضافة إلى ذلك، يُركز المؤتمر على أهمية التوعية الدينية والثقافية للحجاج، وتعزيز قيم التسامح والاعتدال.

مشاركة دولية واسعة

تُعد المشاركة الواسعة من 150 دولة في مؤتمر الحج دليلًا على أهمية المملكة العربية السعودية كوجهة رئيسية للحج والعمرة. ويعكس ذلك الثقة التي يوليها المسلمون في جميع أنحاء العالم للمملكة في رعاية شؤونهم الدينية. وتضم قائمة المشاركين ممثلين من وزارات الشؤون الدينية والهيئات الحكومية المسؤولة عن تنظيم رحلات الحج في دولهم.

وبالإضافة إلى الجلسات وورش العمل، يوفر المؤتمر فرصة للتواصل والتشبيك بين المشاركين من مختلف الدول. يمكن للمشاركين التعرف على أفضل الممارسات في مجال إدارة الحشود، وتبادل الخبرات في مجال التعامل مع التحديات التي تواجه الحجاج. وتساعد هذه الفرص على تعزيز التعاون الدولي في مجال الحج والعمرة.

التركيز على التقنية والابتكار

يهدف المعرض المصاحب لـ مؤتمر الحج إلى عرض أحدث التقنيات والحلول المبتكرة في مجال تسهيل إجراءات الحج، مثل تطبيقات الهواتف الذكية التي توفر معلومات حول المناسك، وأنظمة النقل الذكية التي تساعد على تخفيف الازدحام. كما يعرض المعرض أحدث المعدات والمستلزمات الخاصة بالحجاج، مثل الملابس والأحذية والحقائب.

وتعتبر الاستفادة من التقنية أمرًا ضروريًا لتحسين تجربة الحجاج، وتقليل التكاليف، وزيادة الكفاءة. وتسعى وزارة الحج والعمرة إلى تشجيع الشركات الناشئة على تطوير حلول مبتكرة في مجال الحج والعمرة، وتقديم الدعم اللازم لها. كما تعمل الوزارة على توفير البنية التحتية اللازمة لدعم هذه الحلول، مثل شبكات الاتصالات عالية السرعة.

في المقابل، يواجه قطاع الحج والعمرة تحديات كبيرة، مثل زيادة عدد الحجاج، وتلبية احتياجاتهم المتنوعة، وضمان سلامتهم وأمنهم. وتتطلب مواجهة هذه التحديات تعاونًا وثيقًا بين جميع الجهات المعنية، وتبني حلول مبتكرة ومستدامة.

بعد اختتام فعاليات مؤتمر الحج، من المتوقع أن تعلن وزارة الحج والعمرة عن مبادرات جديدة لتطوير منظومة خدمات الحجاج والمعتمرين. ومع ذلك، لا تزال بعض التفاصيل المتعلقة بهذه المبادرات غير واضحة، ويتعين متابعة التطورات لمعرفة المزيد حولها. ومن المحتمل أيضًا أن تُطلق الوزارة حملات توعية للحجاج حول كيفية الاستعداد لأداء المناسك، والالتزام بالإجراءات الوقائية. وستظل مسألة ضمان صحة وسلامة الحجاج هي الأولوية القصوى.

شاركها.