استقبل الرئيس الأمريكي جو بايدن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في البيت الأبيض يوم الخميس، في خطوة تهدف إلى إعادة تأهيل شراكة استراتيجية واجهت توترات في السنوات الأخيرة. تركزت المناقشات على مجموعة واسعة من القضايا الثنائية والإقليمية، بما في ذلك التعاون في مجال الدفاع، والاستثمارات الاقتصادية، وأمن الطاقة، بالإضافة إلى ملف **العلاقات السعودية الأمريكية**.

اللقاء، الذي جرى في واشنطن، هو الأول بين بايدن والأمير محمد بن سلمان منذ تولى بايدن الرئاسة في عام 2021، ويأتي في وقت تسعى فيه إدارة بايدن إلى تعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط وتأمين إمدادات النفط العالمية. وقد أعرب كلا الجانبين عن التزامهما بتعزيز التعاون الثنائي، على الرغم من الخلافات السابقة حول قضايا حقوق الإنسان ودور المملكة في الحرب في اليمن.

تعزيز التعاون العسكري والدفاعي في إطار العلاقات السعودية الأمريكية

ناقش الزعيمان بشكل مفصل التعاون العسكري والدفاعي بين البلدين. وأفادت مصادر رسمية بأن الولايات المتحدة أكدت التزامها بدعم الأمن والدفاع عن المملكة العربية السعودية. بالإضافة إلى ذلك، تم بحث فرص لتعزيز التعاون في مجالات التكنولوجيا الدفاعية والتدريب العسكري.

صفقات الأسلحة المحتملة

على الرغم من عدم الإعلان عن صفقات أسلحة جديدة محددة خلال الزيارة، إلا أن مسؤولين أمريكيين أشاروا إلى أن هناك مناقشات جارية حول صفقات محتملة لتحديث القدرات الدفاعية السعودية. وتشمل هذه المناقشات صفقات محتملة لشراء أنظمة دفاع جوي متطورة وصواريخ موجهة بدقة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية السعودية.

الاستثمارات الاقتصادية والتجارة

ركز جزء كبير من المناقشات على زيادة الاستثمارات الاقتصادية والتجارية بين الولايات المتحدة والسعودية. أشار الرئيس بايدن إلى رغبته في رؤية المزيد من الاستثمارات السعودية في الاقتصاد الأمريكي، بينما أكد الأمير محمد بن سلمان على التزام المملكة بتنويع اقتصادها وتقليل اعتمادها على النفط. وتشمل المشاريع التي تم طرحها استثمارات في البنية التحتية والطاقة المتجددة والتكنولوجيا.

دور رؤية 2030

تم التركيز بشكل خاص على دور “رؤية السعودية 2030” في جذب الاستثمارات الأجنبية وتنويع الاقتصاد. وتُعتبر هذه الرؤية برنامجًا طموحًا يهدف إلى تحويل المملكة إلى قوة اقتصادية عالمية من خلال الاستثمار في قطاعات جديدة وتعزيز الابتكار وتشجيع ريادة الأعمال.

استقرار أسواق الطاقة

شدد الجانبان على أهمية التعاون في ضمان استقرار أسواق الطاقة العالمية. وصرح مسؤولون بأن المملكة العربية السعودية، بصفتها أكبر منتج للنفط في العالم، تلعب دورًا حاسمًا في الحفاظ على إمدادات النفط الكافية وتلبية الطلب العالمي المتزايد. كما ناقشا أثر الحرب في أوكرانيا على أسواق الطاقة العالمية.

وذكر البيت الأبيض أن بايدن والأمير محمد بن سلمان أكدا على أهمية مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، بما في ذلك الإرهاب والتطرف وانتشار الأسلحة. وبحثا أيضًا الجهود المبذولة لحل النزاعات الإقليمية من خلال الدبلوماسية والحوار.

على صعيد ملف اليمن، نقلت وسائل الإعلام الأمريكية أن بايدن حث الأمير محمد بن سلمان على مواصلة دعم الجهود الرامية إلى تحقيق سلام دائم وشامل في البلاد. وهناك توقعات بأن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع المملكة والسعودية لوقف إراقة الدماء وتخفيف المعاناة الإنسانية.

ختامًا، تشير التطورات إلى أن الولايات المتحدة والسعودية تسعيان إلى تجاوز الخلافات السابقة والتركيز على المصالح المشتركة. وستراقب الأوساط السياسية والاقتصادية عن كثب خطوات التنفيذ المستقبلية لهذه المبادرات. ومن المتوقع عقد اجتماعات متابعة بين المسؤولين من كلا البلدين في الأشهر المقبلة لتقييم التقدم المحرز وتحديد المجالات التي تتطلب مزيدًا من التعاون. إلا أن مستقبل **العلاقات السعودية الأمريكية** سيظل مرتبطًا بشكل وثيق بالتطورات الإقليمية والدولية، وقضايا حقوق الإنسان، والسياسات الداخلية لكل من البلدين.

شاركها.