ستفتح كندا قريبًا قنصلية لها في نيوك، عاصمة غرينلاند – أكبر جزيرة في العالم وإقليم تابع لمملكة الدنمارك، والذي تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رغبته في الحصول عليها كجزء من الولايات المتحدة. وفقًا لما ذكرته وزيرة الخارجية الكندية، أنيتا أناند، فإن هذا التحرك يمثل “خطوة غير مسبوقة في توسيع وجودنا في القطب الشمالي”.

أوضحت أناند أن كندا تلعب “دورها كدولة قطبية مهمة في وقت يشهد بيئة جيوسياسية متقلبة”. وسيتم تقاسم مبنى القنصلية مع آيسلندا، وسيكون التركيز الرئيسي على أمن القطب الشمالي، وهو موضوع ناقشته أناند مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو “بشكل مكثف”.

أهمية الوجود الدبلوماسي الكندي في غرينلاند

يأتي هذا التحرك الكندي في سياق تنامي الأهمية الجيوسياسية للقطب الشمالي، حيث تسعى الدول إلى تعزيز وجودها في المنطقة. وفقًا لألكس دالزيل، زميل أول في معهد ماكدونالد-لورييه، فإن قرار كندا بفتح قنصلية في غرينلاند “لا ينبغي أن يُفهم على أنه إشارة سلبية للولايات المتحدة”.

بدلاً من ذلك، يرى دالزيل أن هذا التحرك يعكس “أخذ كندا لمنطقة القطب الشمالي بأمريكا الشمالية على محمل الجد ووضع القطع السياسية والدبلوماسية اللازمة”. ويضيف أن “أي شيء تقوم به كندا في القطب الشمالي لتعزيز أمنها له تأثير إيجابي على أمن الولايات المتحدة”.

العلاقات التاريخية بين غرينلاند وكندا

تتمتع كندا بعلاقات تاريخية وثيقة مع غرينلاند، خاصة من خلال شعب الإنويت الذي يشكل غالبية سكان كل من غرينلاند ونونافوت، أكبر وأقصى إقليم شمالي في كندا. يشارك الإقليمين أيضًا في نزاع على جزيرة هانس غير المأهولة.

تلتزم سياسة كندا الخارجية في القطب الشمالي بتنفيذ اتفاق الحدود بين كندا والدنمارك بشأن هذه الجزيرة، وبدء مفاوضات حول حدود بحر بوفورت مع الولايات المتحدة. وفقًا لدالزيل، هناك “مطالبات متداخلة بين كندا والولايات المتحدة” حول جزء من هذا البحر.

التحديات المستقبلية

ومع ذلك، يبدو من غير المرجح إحراز تقدم في هذه المفاوضات في الوقت الحالي، وفقًا لدالزيل. يذكر أن “كندا والولايات المتحدة تعايشا مع هذا الوضع، كما هو الحال مع خلافهما حول وضع ممر الشمال الغربي”.

في الختام، يمثل افتتاح القنصلية الكندية في غرينلاند خطوة هامة نحو تعزيز الوجود الكندي في القطب الشمالي. ومع استمرار التطورات الجيوسياسية في المنطقة، سيكون من المهم متابعة التطورات المستقبلية في هذه القضايا، خاصة فيما يتعلق بالمفاوضات الحدودية مع الولايات المتحدة. ومن المتوقع أن تستمر كندا في لعب دورها كدولة قطبية مهمة في المستقبل القريب.

شاركها.