قال المفوض الأوروبي للتجارة، ماروش شيفتشوفيتش، في مقابلة حصرية مع يورونيوز، إن جميع الإمدادات الاستراتيجية الحرجة يمكن استخدامها كسلاح ضد الاتحاد الأوروبي. تأتي هذه التصريحات في سياق أزمة شركة نيفيربيا، المتخصصة في صناعة الرقائق، بعد أن استولت عليها الحكومة الهولندية بحجة الأمن القومي، مما أثار توترات بين أوروبا والصين.

شيفتشوفيتش، الذي يشغل منصبًا هامًا في مفوضية الاتحاد الأوروبي، أشار إلى أن هذه الحادثة تبرز تعقيدات سلاسل التوريد العالمية والمخاطر المرتبطة بالاعتماد على دول ثالثة خارج الاتحاد الأوروبي. وأضاف أن “كل شيء يمكن استخدامه كسلاح”، مشيرًا إلى أن أوروبا شهدت بالفعل استخدام الغاز الروسي والمواد الخام الحرجة والرقائق كأسلحة اقتصادية.

الاتحاد الأوروبي يطور استراتيجية جديدة للأمن الاقتصادي

أزمة نيفيربيا ليست الأولى من نوعها بين الصين والاتحاد الأوروبي، حيث تتصاعد التوترات حول توريد المكونات الاستراتيجية المستخدمة في مختلف الصناعات، من السيارات إلى الدفاع. وقد أدى هذا التصعيد إلى اتخاذ الصين إجراءات تقييدية على صادرات الرقائق، مما أثار مخاوف من نقص عالمي في توريد الرقائق للسيارات.

استجاب الاتحاد الأوروبي لهذه التطورات من خلال العمل على خطة لتقديمها في الشهر المقبل، تهدف إلى معالجة نقاط الضعف في سلاسل التوريد الاستراتيجية. وأشار شيفتشوفيتش إلى أن المنافسة العالمية للحصول على المواد الخام الحرجة والمكونات الاستراتيجية تتطلب نهجًا موحدًا.

التنويع وتقليل الاعتماد على الدول الثالثة

شدد شيفتشوفيتش على أهمية تنويع مصادر التوريد وتقليل الاعتماد على دول بعينها، مشيرًا إلى أن اليابان تتبع استراتيجية لتخزين المواد الخام الحرجة والتقنيات الاستراتيجية. وأضاف أن هذه الاستراتيجية ستكون جزءًا من العقيدة الجديدة للأمن الاقتصادي التي سيتم تقديمها قبل نهاية العام.

في سياق متصل، أكد شيفتشوفيتش على أن الأمن الاقتصادي وضوابط التصدير لا يمكن أن تكون فعالة إلا إذا تم تطبيقها بشكل متسق عبر الاتحاد الأوروبي. وأشار إلى أن أي ثغرات في النظام يمكن أن تُستغل من قبل من يرغب في اختراق السوق الأوروبية.

تأتي هذه التطورات في إطار سياسة الاتحاد الأوروبي الرامية إلى تقليل المخاطر المرتبطة بالتجارة مع الصين، دون الانفصال التام عنها. يهدف الاتحاد الأوروبي إلى الحفاظ على علاقات تجارية مع الصين مع تطبيق ضوابط وآليات حماية في المجالات الاستراتيجية.

من المتوقع أن يتم تقديم العقيدة الجديدة للأمن الاقتصادي قبل نهاية العام، وستشمل إجراءات محددة لتعزيز أمن سلاسل التوريد الاستراتيجية. يبقى أن نراقب كيف سيتم تنفيذ هذه الاستراتيجية وما إذا كانت ستؤدي إلى تقليل الاعتماد على الدول الثالثة وتعزيز الأمن الاقتصادي للاتحاد الأوروبي.

شاركها.