حصل “بنك الرياض”، أحد أكبر المصارف السعودية، على قرض مجمع بقيمة 1.5 مليار دولار، حيث جاء معظمه من مصارف في منطقة البر الرئيسي للصين. تأتي هذه الخطوة في إطار توجه المقترضين من الشرق الأوسط نحو الاستفادة من وفرة السيولة لدى البنوك الآسيوية التي بلغت مستويات قياسية.

شارك في القرض 34 بنكاً، معظمها من الصين وتايوان وكوريا الجنوبية، وفقاً لما ذكره شخص مطلع طلب عدم الكشف عن هويته. كما تضمن التسهيل الائتماني خيار زيادة حجم القرض (Greenshoe) بقيمة 500 مليون دولار إضافية.

طفرة قياسية في قروض الخليج من آسيا

يمثل قرض “بنك الرياض” أحدث صفقة ضمن سلسلة من الصفقات الخليجية، خصوصاً من السعودية، التي تستفيد من السيولة الآسيوية. تواصل اقتصادات المنطقة تنفيذ خطط توسع ذات ميزانيات ضخمة وتسعى لتنويع مصادر التمويل، مما يعزز الطلب على القروض المجمعة.

وفقاً لبيانات تجمعها “بلومبرغ”، جمع المقترضون في الشرق الأوسط نحو 12 مليار دولار من القروض المجمعة من بنوك في منطقة آسيا والمحيط الهادئ منذ بداية 2025، وهو مستوى قياسي ويقارب ثلاثة أضعاف ما جرى جمعه خلال الفترة نفسها من العام الماضي.

إقبال سعودي إماراتي على القروض الآسيوية

شهدت الفترة الأخيرة إقبالاً من قبل المؤسسات المالية الخليجية على القروض الآسيوية. كشفت “بلومبرغ نيوز” في أكتوبر عن حصول دائرة المالية في حكومة الشارقة على أول قرض مقوم باليوان الصيني، كما حصل صندوق أبوظبي السيادي “القابضة ADQ” على قرض بقيمة 5 مليارات دولار الشهر الماضي.

يأتي هذا الإقبال في ظل سعي المؤسسات المالية الخليجية لتنويع مصادر تمويلها والاستفادة من السيولة الكبيرة المتاحة في الأسواق الآسيوية. يعتبر هذا التوجه استراتيجية مهمة لتعزيز استقرار وتمويل المشاريع الكبرى في المنطقة.

تفاصيل قرض “بنك الرياض”

يحمل قرض “بنك الرياض” آجال استحقاق لمدة خمس وسبع سنوات، مع هوامش فائدة تبلغ 90 نقطة أساس و117.5 نقطة أساس فوق سعر الفائدة المرجعي على التوالي. تأتي هذه الشروط في إطار الاتجاه العام نحو تقديم تمويل بأسعار فائدة تنافسية.

من المتوقع أن يستمر الطلب على القروض المجمعة من البنوك الآسيوية، خاصة مع استمرار اقتصادات الخليج في تنفيذ مشاريع توسعية كبيرة. تبقى المتابعة المستمرة لاتجاهات السيولة والتطورات المالية في الأسواق الآسيوية أمراً بالغ الأهمية لتقييم مستقبل هذه الصفقات المالية الكبرى.

شاركها.