أثارت تصريحات رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، محمود علي يوسف، ردود فعل دولية متباينة بشأن أزمة الاضطهاد المسيحي في نيجيريا. حيث نفى يوسف، خلال مؤتمر صحفي بالأمم المتحدة، وجود إبادة جماعية في شمال نيجيريا، الأمر الذي لاقى ردود فعل متعارضة من واشنطن.

يأتي هذا الجدل في ظل استمرار موجة من عمليات القتل والاختطاف والهجمات على القرى في شمال ووسط نيجيريا، التي تشهد تصاعداً في العنف ضد المسيحيين. يوسف أوضح أن “أول ضحايا بوكو حرام من المسلمين وليس المسيحيين”، مشيراً إلى تعقيدات الوضع في المنطقة.

ردود الفعل الدولية على أزمة نيجيريا

في تعقيب حاد، صرح مسؤول كبير في البيت الأبيض لوكالة “فوكس نيوز ديجيتال” بأن “إذا استمرت الحكومة النيجيرية في السماح بقتل المسيحيين، ستتوقف الولايات المتحدة فوراً عن تقديم كل المساعدات لنيجيريا وقد تتخذ إجراءات للقضاء على الإرهابيين الإسلاميين الذين يرتكبون هذه الفظائع”.

دعا السيناتور الأمريكي تيد كروز، في بيان له، إلى عدم الاكتفاء بالتصريحات، محذراً من حملة إعلامية ترعاها الحكومة النيجيرية للتملص من المسؤولية. وأكد كروز أن “على الولايات المتحدة اتخاذ إجراءات حازمة ضد المسؤولين النيجيريين الذين يسمحون باستمرار هذه الجرائم.”

مواقف دولية متباينة

على صعيد آخر، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجارك، إن “الأمم المتحدة تعتقد أن الحكومة النيجيرية تكافح تمرداً أدى إلى مقتل أشخاص، مسلمين ومسيحيين وغيرهم”. وأضاف أن “أي مساعدة مطلوبة يجب أن تتم بالتعاون مع السلطات النيجيرية.”

في حين شدد الكونغرس الأمريكي على ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة، حيث أشار النائب الأمريكي رايلي مور إلى أن “الولايات المتحدة يمكن أن تتخذ إجراءات متنوعة، بما في ذلك فرض عقوبات وحتى تحرك عسكري، ردا على ما يسميه الإبادة الجماعية للمسيحيين في نيجيريا.”

تأثير الأزمة على السياسة الدولية

أوضحت التقارير أن تصريحات يوسف جاءت في إطار محاولة لتهدئة التوترات، حيث أشار إلى أن الوضع في نيجيريا “معقد للغاية” ولا يمكن اختزاله في رواية واحدة. وفي المقابل، أكدت واشنطن أنها لن تتردد في فرض عقوبات أو اتخاذ إجراءات عسكرية إذا لم تتخذ نيجيريا خطوات جادة لوقف العنف.

يراقب العالم عن كثب الخطوات القادمة من قبل الحكومة النيجيرية والأمم المتحدة والولايات المتحدة. ومن المتوقع أن يكون هناك مزيد من التصريحات والتحركات خلال الأسابيع المقبلة، وسط مخاوف دولية متزايدة بشأن مستقبل المنطقة.

شاركها.