تراجعت الأسهم الآسيوية في تداولات الجمعة بعد أربعة أيام من المكاسب، وسط حالة من الغموض بشأن اتجاه أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، وزيادة القلق بشأن المبالغة في تقييم أسهم التكنولوجيا. مؤشر “إم إس سي آي” (MSCI) لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ سجل تراجعاً بنسبة 1.2%.

هذا التراجع جاء بعد أن خفض مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي توقعاتهم بشأن خفض أسعار الفائدة في شهر ديسمبر، مما أثر على شركات صناعة الرقائق مثل “إس كيه هاينكس” (SK Hynix) التي تصدرت الخسائر. في المقابل، ارتفعت أسعار النفط مع تزايد المخاوف بشأن انقطاع إمدادات روسيا بسبب العقوبات الأمريكية.

صدمة جديدة للمخاطر

تراجع أسهم التكنولوجيا كان له تأثير كبير على معنويات المستثمرين، حيث تزايدت التحذيرات بشأن “فقاعة الذكاء الاصطناعي”. بعض الصناديق الاستثمارية بدأت في التحول إلى القطاعات الدفاعية، مما يعكس القلق المتزايد بشأن تقييمات الأسهم.

مع انحسار التفاؤل بشأن إعادة فتح الحكومة الأمريكية، يتحول التركيز الآن نحو البيانات الاقتصادية المرتقبة التي قد تعيد تشكيل التوقعات حول السياسة النقدية. احتمالات خفض الفائدة في ديسمبر تراجعت إلى أقل من 50%، مما يزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق.

ترقب نتائج “نفيديا”

يتجه المستثمرون لاختبار التقييمات المرتفعة لأسهم التكنولوجيا مع إعلان شركة “نفيديا” (Nvidia) عن نتائجها المالية هذا الأسبوع. سهم “نفيديا” ارتفع هذا العام بنسبة 39%، متجاوزاً مكاسب مؤشر “ناسداك 100” ومؤشر “إس آند بي 500”.

قال كريس ويستون، رئيس الأبحاث في مجموعة Pepperstone، إن إعلان “نفيديا” سيكون المحور الرئيسي لتحركات السوق في الأسبوع المقبل. هذا قد يدفع بعض المتداولين إلى تقليص المخاطر وتأمين المكاسب المحققة.

من المتوقع أن يظل تركيز الأسواق على البيانات الاقتصادية القادمة، خاصة مع غياب بعض البيانات الهامة مثل معدل البطالة لشهر نوفمبر بسبب عدم إجراء مسح الأسر. هذا الغياب قد يعزز حجج بعض مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي للإبقاء على أسعار الفائدة كما هي.

رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، أكد في تصريحات سابقة أن أي قرار بشأن الفائدة سيكون مبنياً على البيانات القادمة، مشيراً إلى أن خفض الفائدة “ليس مضموناً”. بعض المسؤولين، مثل ألبرتو مسالم ونيل كاشكاري، دعوا إلى الحذر بشأن خفض الفائدة بسبب استمرار التضخم فوق المستهدف.

في الختام، ينتظر المستثمرون بفارغ الصبر نتائج شركة “نفيديا” هذا الأسبوع، والتي قد تكون لها تأثير كبير على اتجاه أسهم التكنولوجيا. كما سيظل التركيز على البيانات الاقتصادية القادمة وقرارات السياسة النقدية التي ستحدد مسار الأسواق في الفترة المقبلة.

شاركها.