كشفت الأرجنتين عن وثائق سرية تتعلق بنشاط النازيين في البلاد بعد الحرب العالمية الثانية، بمبادرة من الرئيس جافيير ميلي. وتتضمن الوثائق، التي يبلغ عددها أكثر من 1850 وثيقة، تفاصيل حول جهود الحكومة الأرجنتينية لتتبع وضبط أوضاع آلاف النازيين الذين فروا من أوروبا بعد الحرب.

وتعود المبادرة إلى لجنة الشؤون القضائية في مجلس الشيوخ الأمريكي، برئاسة السيناتور تشاك جراسلي، الذي حث الرئيس الأرجنتيني على الكشف عن هذه الوثائق. وتتركز معظم المواد على التحقيقات التي أجريت بين أواخر الخمسينات والثمانينات.

الوثائق النازية: كشف أسرار الماضي

تتضمن الوثائق معلومات حول نشاطات أبرز مجرمي الحرب النازية، مثل أدولف أيخمان، الذي كان مهندس “الحل النهائي” للقضاء على اليهود في أوروبا. وقد عاش أيخمان تحت اسم مستعار في بوينس آيرس حتى ألقي القبض عليه من قبل عملاء الموساد في عملية سرية عام 1960.

كما تتضمن الوثائق تفاصيل حول يوزف منغيله، الطبيب الذي كان يعرف بـ “ملاك الموت” في معسكرات أوشفيتز-بيركيناو، والذي عاش في الأرجنتين وهرب لاحقًا إلى باراغواي والبرازيل، حيث توفي عام 1979.

الكشف عن أسرار النازيين

يشير هارلي ليبمان، عضو اللجنة الأمريكية لحفظ التراث الأمريكي في الخارج وعضو مجلس إدارة الرابطة اليهودية الأوروبية، إلى أهمية الكشف عن هذه الوثائق. ويقول إنها قد تلقي الضوء على أسباب قبول الأرجنتين بإخفاء مجرمي الحرب النازيين لسنوات طويلة.

وقد تم اكتشاف 83 صندوقًا من الوثائق النازية في قبو المحكمة العليا في الأرجنتين أثناء عملية نقل وثائق إلى المتاحف. وتشير التقارير إلى أن هذه الوثائق كانت قد أرسلت من سفارة الرايخ الثالث في طوكيو إلى بوينس آيرس عام 1941.

التداعيات والنتائج

يؤكد ليبمان أن الكشف عن هذه الوثائق يمكن أن يوفر معلومات هامة حول دور البنوك السويسرية والأرجنتينية في التعامل مع الأصول النازية. ويشير إلى أن الهولوكوست كانت أكبر عملية سرقة في التاريخ، حيث لم يتمكن الناجون من الحصول على أموالهم من البنوك السويسرية دون وثائق دالة على الوفاة.

وتشير التطورات الأخيرة إلى أن الحكومة الأرجنتينية بصدد الكشف عن المزيد من الوثائق السرية المتعلقة بنشاط النازيين في البلاد. ومن المتوقع أن يتم الكشف عن محتويات الصناديق المكتشفة في قبو المحكمة العليا بعد عملية رقمنة الوثائق.

شاركها.