أعلنت المفوضية الأوروبية عن خطة جديدة لإعادة توزيع طالبي اللجوء بناءً على نظام الحصص، مما أثار غضب مجموعة من الدول الأعضاء التي تتبنى مواقف متشددة بشأن الهجرة. في حين أعربت بولندا والمجر وسلوفاكيا والتشيك عن رفضها للمشاركة في النظام، مؤكدة استعدادها لتحدي المفوضية الأوروبية.
تستند الخطة الجديدة إلى ميثاق الهجرة واللجوء، الذي يلزم جميع الدول الأعضاء بالمساهمة في تخفيف العبء على الدول التي تواجه ضغوطًا هجرية، مثل إيطاليا وإسبانيا واليونان. يمكن للدول الأعضاء أن تساهم بثلاث طرق مختلفة: استقبال عدد معين من طالبي اللجوء، أو دفع 20,000 يورو لكل شخص لا توافق على استقباله، أو تمويل دعم تشغيلي للدول التي تواجه ضغوطًا هجرية.
ردود الفعل الغاضبة على نظام الحصص الهجري
أعلنت بولندا والمجر وسلوفاكيا والتشيك رفضها المشاركة في نظام الحصص الهجري، سواء من خلال استقبال طالبي اللجوء أو تقديم مساهمات مالية. وكتب رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، على منصة إكس: “لن نقبل المهاجرين بموجب ميثاق الهجرة، ولن ندفع ثمن ذلك أيضًا”.
وفي المجر، أكد رئيس الوزراء فيكتور أوربان موقفه المتشدد، قائلاً: “لن ننفذ ميثاق الهجرة… لن نستقبل مهاجرين، ولن ندفع فلسًا واحدًا من أجلهم”. وتأتي هذه التصريحات في سياق الاستعدادات للانتخابات المجرية في أبريل، حيث يسعى أوربان لجعل قضية الهجرة محورًا رئيسيًا في حملته الانتخابية.
هل يمكن للدول الأعضاء رفض نظام الحصص الهجري؟
من الناحية النظرية، يُفترض أن تشارك جميع الدول الأعضاء في برنامج إعادة توزيع طالبي اللجوء، وأن تقدم التضامن المالي أو التشغيلي للدول التي تواجه أكبر عدد من الوافدين. ومع ذلك، يمكن التفاوض بشأن الاستثناءات.
تشير التقديرات إلى أن التشيك وبولندا هما من بين ست دول يمكنها طلب استثناء من “صندوق التضامن” لأنها مصنفة أيضًا على أنها تواجه “وضعًا هجريًا صعبًا”. ومن المتوقع أن تطلب بولندا استثناءً على الفور، وستتبعها التشيك قريبًا.
يتطلب منح الاستثناء موافقة وزراء الاتحاد الأوروبي بأغلبية مؤهلة، مما يعني أن 15 دولة من أصل 27 دولة، تمثل 65٪ على الأقل من إجمالي سكان الاتحاد الأوروبي، يجب أن تدعمه. إذا تم منح الاستثناء لدولة عضو، فإن حصتها من عمليات إعادة التوطين والمساهمة المالية لن يتم إعادة تخصيصها للدول الأخرى، مما يعني أن الدول “التي تواجه ضغوطًا هجرية” ستحصل على مساعدة أقل في الحزمة الشاملة.
من المتوقع أن تصل هذه القضية إلى قمة المجلس الأوروبي في ديسمبر، حيث سيتعين على القادة اتخاذ قرارات حاسمة بشأن تنفيذ ميثاق الهجرة واللجوء. وفي ظل التوترات الحالية، يبقى من غير الواضح كيف ستتم إدارة هذه العملية، وما إذا كانت الدول الأعضاء ستتمكن من التوصل إلى توافق حول هذه القضايا الحساسة.






