تراجعت أسعار النفط العالمية بشكل ملحوظ نتيجة لتوقعات بزيادة المعروض وتجاوز الإمدادات للطلب في الأسواق، حيث أظهرت تقديرات منظمة “أوبك” أن الإمدادات العالمية من الخام تجاوزت الطلب في الربع الثالث من العام الحالي بنحو 500 ألف برميل يومياً. وقد تأثرت الأسواق بهذه التقديرات، مما أدى إلى هبوط أسعار العقود الآجلة لخام “برنت” بنسبة 3.76% إلى 62.71 دولار للبرميل عند التسوية.
أفادت التقارير أن إنتاج النفط الأمريكي فاق التوقعات، مما أسهم في تعديل تقديرات “أوبك” من عجز إلى فائض في الربع الثالث. وتزامن ذلك مع زيادة الإنتاج من قبل الدول الأعضاء في المنظمة، مما زاد من الضغوط على أسعار النفط. كما أشار المحللون إلى أن صناديق الاستثمار التي تتبع الاتجاهات السوقية تواصل بيع مراكزها، مما يزيد من الضغوط البيعية على أسعار النفط.
تأثير زيادة المعروض على أسعار النفط
توقعت “أوبك” في تقريرها الشهري أن يظل الطلب على النفط مستقراً في عام 2025 و2026، ولكن زيادة المعروض أدت إلى تراجع الأسعار. وقد أشار دان غالي، محلل السلع لدى “تي دي سيكيوريتيز”، إلى أن مستشاري تداول السلع قد يبيعون نحو 25% من مراكزهم في خام غرب تكساس و10% في خام برنت استجابة لإشارات الاتجاه الضعيفة. كما أضاف أن انخفاض السعر إلى ما دون 58.50 دولار للبرميل في عقود ديسمبر قد يحفز ضغوط بيع إضافية.
رغم تراجع أسعار النفط، ارتفعت علاوات أسعار منتجات الوقود المكررة مثل البنزين والديزل نتيجة لسلسلة أعطال في المصافي، بما في ذلك هجمات على منشآت روسية. وقد أثرت هذه التطورات على توقعات السوق، حيث تشير التقديرات إلى أن الفائض في المعروض سيستمر في الضغط على الأسعار.
توقعات السوق في الفترة المقبلة
من المتوقع أن تصدر إدارة معلومات الطاقة الأميركية تقريرها الشهري في وقت لاحق، يعقبه تقييم وكالة الطاقة الدولية. وستكون هذه التقارير حاسمة في تحديد اتجاه أسعار النفط في الفترة المقبلة. كما سيكون هناك تركيز على قرارات “أوبك+” بشأن مستويات الإنتاج ومدى تأثيرها على توازن السوق.
وفي الختام، يبدو أن أسعار النفط ستظل تحت الضغط في الفترة القادمة نتيجة لتوقعات زيادة المعروض وتجاوز الإمدادات للطلب. وستكون التقارير القادمة من الوكالات المعنية حاسمة في تحديد اتجاه السوق. كما سيكون هناك تركيز على قرارات “أوبك+” وتأثيرها المحتمل على توازن السوق.






