أظهرت دراسة حديثة أن دعم الشريك يمكن أن يلعب دورًا حاسمًا في تقليل خطر الولادة المبكرة. حيث وجد الباحثون في جامعة كاليفورنيا، ميرسيد، أن الأزواج الذين يتمتعون بمستويات أعلى من المرونة وتقدير الذات يمكن أن يساهموا في تقليل الالتهاب أثناء الحمل.
نُشرت الدراسة في مجلة Biopsychosocial Science and Medicine، وتابعت أكثر من 200 زوج من الأزواج الحوامل. حيث قام الباحثون بتحليل عينات الدم من النساء الحوامل لقياس مستويات البروتين التفاعلي C، الذي ينتج عن طريق الكبد لمكافحة الالتهاب الضار وقد تم ربطه بالولادة المبكرة.
دور الشريك في تقليل الالتهاب
وجد الباحثون أن الأزواج الذين لديهم مستويات أعلى من الدعم الاجتماعي المتصور يعني تقليل الالتهاب لدى الأمهات، مما ترجم إلى حمل أطول وأكثر صحة. في المقابل، كانت النساء اللواتي لم يكن لديهن شركاء إيجابيين (إما غير متزوجات أو غير معيش معًا) لديهن مستويات أعلى من الالتهاب وفترات حمل أقصر.
قال المؤلف المشارك في الدراسة، جينيفر هان هولبروك، إن “هذه واحدة من الدراسات الأولى التي تظهر أن نقاط القوة الداخلية للأب، مثل تفاؤله وقدرته على التعامل مع التحديات، يمكن أن تنتشر عبر العائلة بطرق قابلة للقياس والبيولوجية”. وأضاف هولبروك أن “الآباء الذين يشعرون بالثقة والدعم قد يشاركون في سلوكيات يومية إيجابية، مثل طهي الوجبات الصحية وتقديم التشجيع وتقليل التوتر في المنزل”.
الآثار المترتبة على صحة الأم والطفل
تشير الدراسة إلى أن الدعم العاطفي الذي يقدمه الشريك يمكن أن يلعب دورًا هامًا في تعزيز صحة الأم والطفل. حيث وجد الباحثون أن النساء اللواتي لديهن شركاء إيجابيين وداعمين غالبًا ما يشعرن بالأمان أثناء الولادة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي المشاعر الإيجابية التي يظهرها الآباء الحوامل إلى منازل وأسلوب حياة أكثر صحة للزوجين والطفل.
ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم العلاقة بين دعم الشريك ونتائج الحمل بشكل أفضل. كما أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد كيفية تعزيز دعم الشريك خلال فترة الحمل.
من المتوقع أن تستمر الأبحاث في هذا المجال لتحديد أفضل السبل لدعم الأزواج الحوامل وتعزيز صحة الأم والطفل. كما سيتم متابعة نتائج الدراسات المستقبلية لتحديد تأثير دعم الشريك على نتائج الحمل.






