أعلنت منظمة الصحة للبلدان الأميركية فقدان كندا لوضعها كدولة خالية من الحصبة بعد نحو ثلاثة عقود من النجاح في القضاء على المرض، وذلك بسبب تفشي الحصبة المستمر منذ عام في عدة مناطق. وتأتي هذه الخطوة بعد تسجيل البلاد أكثر من 5 آلاف حالة إصابة بالحصبة في 9 من أقاليمها العشرة ومنطقة واحدة في الشمال، مما أثار مخاوف من انتشار المرض على نطاق أوسع.
وأوضح الدكتور جرباس باربوسا، مدير منظمة الصحة للبلدان الأميركية، أن هذا القرار يمثل انتكاسة، لكنه أشار إلى أن الوضع قابل للتغيير من خلال تعزيز جهود الوقاية والسيطرة على تفشي المرض. وأضاف أن منطقة الأميركتين ككل فقدت أيضًا وضع القضاء على الحصبة، مشيرًا إلى أن دولًا أخرى مثل بليز وبوليفيا والبرازيل والمكسيك وباراغواي والولايات المتحدة تواجه حالات تفشي نشطة.
أسباب تفشي الحصبة في كندا
يعود تفشي الحصبة في كندا إلى عدة عوامل، منها انخفاض معدلات التطعيم في بعض المناطق، وزيادة حركة السفر والتنقل بين الدول، مما أدى إلى انتقال العدوى من مناطق موبوءة. وأشار تقرير لمنظمة الصحة العالمية إلى أن هذه العوامل مجتمعة أدت إلى عودة ظهور الحصبة في كندا بعد سنوات من خلوها من المرض.
وأكد التقرير أن الحصبة مرض شديد العدوى، ويمكن أن ينتشر بسرعة في المجتمعات التي تعاني من انخفاض في معدلات التطعيم. ولذلك، شددت المنظمة على أهمية تعزيز حملات التطعيم وتوعية الجمهور بأهمية اللقاحات في الوقاية من المرض.
تأثير فقدان وضع القضاء على الحصبة
فقدان كندا لوضع القضاء على الحصبة له تأثيرات كبيرة على الصحة العامة، ليس فقط على المستوى المحلي بل أيضًا على الصعيد الإقليمي. ويعني هذا القرار أن كندا لن تعتبر خالية من الحصبة، مما قد يؤثر على السياسات الصحية والتعاون الدولي في مجال مكافحة الأمراض المعدية.
الآثار الصحية والاقتصادية
يمكن أن يؤدي تفشي الحصبة إلى عواقب صحية وخيمة، خاصة بين الأطفال والفئات السكانية الضعيفة. وتشمل هذه العواقب زيادة حالات الإصابة بالمرض، وارتفاع معدلات المضاعفات، والوفيات في بعض الحالات. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون لتفشي الحصبة تأثيرات اقتصادية كبيرة بسبب تكاليف الرعاية الصحية المرتفعة وتأثيرها على الإنتاجية.
ومن المتوقع أن تتخذ السلطات الصحية في كندا إجراءات فورية لتعزيز جهود الوقاية والسيطرة على تفشي الحصبة، بما في ذلك تكثيف حملات التطعيم وتوعية الجمهور بأهمية اللقاحات. كما سيتم مراقبة الوضع عن كثب لضمان احتواء التفشي ومنع انتشاره بشكل أكبر. وستظل منظمة الصحة للبلدان الأميركية تراقب الوضع وتقدم الدعم اللازم لمساعدة كندا في استعادة وضعها كدولة خالية من الحصبة.






