أظهر تقرير جديد للوكالة الأوروبية للبيئة (EEA) أن تحسين البيئة يمكن أن يمنع خمس حالات وفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية في الاتحاد الأوروبي. أمراض القلب والأوعية الدموية هي السبب الرئيسي للوفاة في الاتحاد الأوروبي، حيث تسببت في وفاة أكثر من 1.7 مليون شخص في عام 2022، وهو ما يمثل ثلث جميع الوفيات في ذلك العام.
العوامل البيئية، مثل تلوث الهواء ودرجات الحرارة القصوى والمواد الكيميائية، تلعب دورًا رئيسيًا في أمراض القلب والأوعية الدموية. تشير التقديرات إلى أن هذه العوامل تسبب على الأقل 18% من جميع الوفيات بأمراض القلب والأوعية الدموية في الاتحاد الأوروبي.
تأثير تلوث الهواء على أمراض القلب والأوعية الدموية
تلوث الهواء هو أحد العوامل الرئيسية التي تسهم في أمراض القلب والأوعية الدموية. يسبب تلوث الهواء حوالي 8% من الوفيات بأمراض القلب والأوعية الدموية في الاتحاد الأوروبي سنويًا، وفقًا للشبكة الأوروبية للقلب. الجسيمات الدقيقة، التي تأتي من مصادر مثل انبعاثات المركبات والعمليات الصناعية وحرق الوقود الأحفوري، وثاني أكسيد النيتروجين والأوزون هي الملوثات الرئيسية المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية في أوروبا.
التعرض الطويل الأمد لهذه الملوثات يسهم بشكل كبير في الوفيات المبكرة والحالات المزمنة لأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتات الدماغية وفشل القلب. كما تشير التقديرات إلى أن حوالي 66,000 حالة وفاة مبكرة سنويًا في الاتحاد الأوروبي تُعزى إلى التعرض لضوضاء النقل، مع أكثر من 30% بسبب أسباب قلبية.
الجهود الأوروبية للحد من تلوث الهواء
السياسات واللوائح الأوروبية التي تهدف إلى معالجة تلوث الهواء تعمل بشكل فعال. انخفض تلوث الهواء عبر الاتحاد الأوروبي، مما أدى إلى عدد أقل من الوفيات المبكرة التي تُعزى إليه. ومع ذلك، لا يزال 95% من سكان الاتحاد الأوروبي، خاصة أولئك الذين يعيشون في المناطق الحضرية، يتعرضون لمستويات تلوث غير آمنة.
بينما تظهر بعض الدول الأوروبية تحسنًا في جودة الهواء، لا تزال هناك تفاوتات كبيرة بين الدول الأعضاء. على سبيل المثال، سجلت بولندا (82.32%) وأيرلندا (81.83%) أعلى معدلات للوفيات المبكرة بسبب التعرض للجسيمات الدقيقة في عام 2022. في المقابل، سجلت فنلندا وإستونيا أدنى النسب، حيث بلغت 5.48% و11.21% على التوالي.
التباين في تأثير العوامل البيئية على أمراض القلب والأوعية الدموية بين الدول الأوروبية
تختلف نسبة الوفيات بأمراض القلب والأوعية الدموية المرتبطة بالمخاطر البيئية بشكل كبير بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. بولندا (23.69%) وبلغاريا (23.98%) هما الدولتان اللتان سجلتا أعلى نسب للوفيات المرتبطة بالمخاطر البيئية. في المقابل، سجلت فنلندا والسويد أدنى النسب، حيث بلغت 9.72% و10.01% على التوالي.
التفاوتات في معدلات الوفيات المرتبطة بالعوامل البيئية بين الدول الأوروبية تشير إلى الحاجة إلى استراتيجيات محلية فعالة للتعامل مع هذه القضايا. بينما تعمل السياسات الأوروبية على تحسين جودة الهواء، يظل هناك تحديات كبيرة في بعض المناطق، خاصة تلك التي تعاني من مستويات عالية من التلوث.
في المستقبل، من المتوقع أن تستمر الجهود الأوروبية في تحسين جودة الهواء والحد من تأثير العوامل البيئية على أمراض القلب والأوعية الدموية. ومع ذلك، ستكون هناك حاجة إلى مراقبة مستمرة وتقييم لفاعلية هذه الجهود، مع مراعاة التحديات المحلية والتباين بين الدول الأعضاء.






