ميتا تحت المجهر: جدل حول سلامة الأطفال في العوالم الافتراضية
في خطوة أثارت الكثير من الجدل، كشف موظفون حاليون وسابقون في شركة ميتا، العملاق الرقمي الأمريكي، عن محاولات الشركة للتدخل في أبحاث حساسة تتعلق بسلامة الأطفال على منصتها للواقع الافتراضي، بما في ذلك Horizon Worlds.
هذه المزاعم أثارت تساؤلات كبيرة حول قدرة الشركة على حماية المستخدمين الصغار في بيئات افتراضية مفتوحة للتفاعل.
تدخل قانوني لإخفاء المخاطر
بحسب تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست، أوضح الموظفون في شهاداتهم أمام الكونغرس أن المحامين التابعين للشركة تدخلوا لتشكيل نتائج الأبحاث بطريقة تخفف من المخاطر التي قد يتعرض لها الأطفال.
وأشاروا إلى أن هذا التأثير القانوني قد يمنع كشف تحذيرات مهمة حول أمان الأطفال أثناء استخدام سماعات الواقع الافتراضي.
حوادث مقلقة في الواقع الافتراضي
وفقًا لتقارير الباحثين، زار فريق ميتا منزلًا في غرب ألمانيا حيث أكدت الأم أنها تمنع أولادها من التفاعل مع الغرباء عبر سماعات الواقع الافتراضي. ومع ذلك، أشار ابنها المراهق إلى تعرض شقيقه الأصغر لمحاولات تحرش جنسي متكررة من بالغين أثناء استخدام المنصة.
هذا الحادث يعكس خطورة البيئات الافتراضية على الأطفال إذا لم تُدار بحزم وفعالية.
ميتا تنفي وتواجه ضغوطًا متزايدة
رغم نفي ميتا للادعاءات، إلا أن الشركة تواجه انتقادات متزايدة من خبراء الأمان الرقمي والمنظمات غير الحكومية. هؤلاء الخبراء يشددون على ضرورة وجود رقابة صارمة وإجراءات حماية فعالة للأطفال.
تأتي هذه الانتقادات في وقت تزداد فيه المخاوف حول الأمان الرقمي للأطفال، خصوصاً في منصات الواقع الافتراضي متعددة اللاعبين التي يمكن أن تكون ساحة لاستغلالهم.
ضرورة الرقابة والشفافية
يشدد الخبراء على أن الشركات الكبرى مثل ميتا يجب أن تضع معايير واضحة للسلامة وتراقب التفاعلات بين المستخدمين من جميع الأعمار.
غياب الشفافية والمراقبة الفعالة قد يحول البيئات الافتراضية إلى فضاء خطير للأطفال، مع احتمالية استغلالها من قبل أشخاص ذوي نوايا سيئة.
ماذا يحمل المستقبل؟
مع تزايد الضغوط والانتقادات، يبدو أن ميتا ستضطر لاتخاذ خطوات جادة لتعزيز إجراءات السلامة والرقابة على منصاتها لحماية المستخدمين الصغار وضمان تجربة آمنة للجميع.






