قدم الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، قراءة جديدة لقصة صاحب الجنتين الواردة في سورة الكهف، مؤكدًا أن تفاصيل الحوار بين الرجلين تكشف أن الرقابة الإلهية تشمل ما في الصدور كما تشمل ما يُقال أمام الناس.
وأوضح الجندي، أن القرآن سجّل حديث الغني مع صاحبه الفقير رغم أنه دار بعيدًا عن العلن، معتبرا ذلك دليلا على أن الله يطّلع على خفايا النفوس، ويحاسب الإنسان على ما يضمره قلبه قبل ما ينطق به لسانه.
وأضاف خلال حلقة خاصة من برنامج “لعلهم يفقهون” على قناة dmc، أن الفقير لم يكن نبيًا أو صاحب جاه، ومع ذلك حظي حواره باهتمام إلهي، لأن العبرة ليست بالمكانة، بل بحقيقة المشاعر.
وأشار إلى أن قول الرجل: “أنا أكثر منك مالًا وأعز نفرًا” لم يكن مجرد تفاخر لفظي، بل انعكاسًا لغرور داخلي ونقص في الرضا، موضحًا أن الانحراف يبدأ من القلب، وأن النعم تتحول إلى نقمة عندما ينسب صاحبها الفضل لنفسه وينسى شكر الله عليها.
وبيّن الجندي أن المؤمن الحق هو من يراقب سريرته، لأن الله يعلم ما تخفي الصدور، مستشهدًا بالآية الكريمة: “وهو معكم أينما كنتم”.
وختم قائلا: “الرسالة ليست عن الغنى والفقر فقط، بل عن القلوب.. فالحمد الصادق يحفظ النعم، والغرور يسقطها”.






