أسعار النفط تستقر مع تقييم السوق لآفاق العرض والطلب

لم يطرأ تغير يُذكر على أسعار النفط يوم الإثنين، إذ وازن المتعاملون بين خطة تحالف “أوبك+” لتجميد زيادة الإنتاج في الربع المقبل وسط توقعات بتباطؤ الطلب، وبين تقديرات تشير إلى أن السوق قد تتجه نحو فائض في الإمدادات.

انخفض خام “برنت” تسليم يناير 0.19% ليستقر عند 64.89 دولار للبرميل، في حين ارتفع خام “غرب تكساس الوسيط” بنسبة 0.1% تقريباً ليستقر فوق 61 دولاراً للبرميل، بعد تداولات تراوحت بين مكاسب وخسائر طفيفة خلال اليوم، مواصلاً سلسلة من الارتفاعات الهامشية.

قال تحالف “أوبك+” الأحد، إن قراره تجميد الزيادات الإنتاجية بدءاً من يناير يعكس توقعات بتراجع موسمي في الطلب. ويأتي القرار في ظل توقعات بإمكانية حدوث فائض في الإمدادات العام المقبل قد يضغط على الأسعار.

مخاوف من فائض في المعروض

تراجع خام “غرب تكساس الوسيط” بنحو 9% خلال الأشهر الثلاثة الماضية بعدما رفع “أوبك+” إنتاجه في محاولة لاستعادة حصته السوقية، في وقت زادت الإمدادات من المنتجين خارج التحالف. 

اقرأ أيضاً: عمالقة النفط ينضمون إلى “أوبك” في زيادة الإنتاج رغم تراجع الأسعار

وقد ارتفعت الأسعار مؤخراً من أدنى مستوياتها في خمسة أشهر بعد أن شددت الولايات المتحدة عقوباتها على شركتين روسيتين رئيسيتين في قطاع النفط بسبب الحرب في أوكرانيا، ما أثار تساؤلات حول الإمدادات من موسكو.

وكتب محللو “مورغان ستانلي”، ومن بينهم مارتاين راتس وشارلوت فيركينز، في مذكرة أن “قرار وقف الزيادات في الحصص خلال الربع الأول لا يغيّر جوهرياً من توقعاتنا للإنتاج، لكنه يبعث برسالة مهمة مفادها أن المجموعة ما زالت تُعدّل الإمدادات استجابةً لظروف السوق”.

صعوبات في استعادة الإنتاج بالكامل

ما زال لدى الأعضاء الثمانية الرئيسيين في تحالف “أوبك+” نحو 1.2 مليون برميل يومياً من الكميات المقررة لهم لإعادتها إلى السوق، إلا أن الزيادات الفعلية في الإنتاج جاءت أقل من المستويات المعلنة، إذ يعمل بعض الأعضاء على تعويض فائض الإنتاج السابق، فيما يواجه آخرون صعوبات في ضخ المزيد.

وبعد قرار “أوبك+” الأخير، رفع “مورغان ستانلي” توقعاته قصيرة الأجل لأسعار خام “برنت”، لكنه أبقى على تحذيره من “فائض كبير” في المعروض. في المقابل، أكدت الإمارات يوم الإثنين، أن قرار التحالف أزال هواجس فائض النفط.

اضطرابات في الإمدادات وتحذيرات من تأثير العقوبات

سيراقب المتداولون أيضاً الاضطرابات في تدفقات النفط بعد أن أدى هجوم بطائرة مسيّرة أوكرانية في البحر الأسود إلى اندلاع حريق في ناقلة وإلحاق أضرار بمرافق التحميل في مدينة توابسي الساحلية. وقال شخص مطّلع على الأمر إن مصفاة توابسي أوقفت استقبال النفط بعد الهجوم.

اقرأ أيضاً: عمالقة النفط يحذرون: عقوبات ترمب على روسيا تهدد الإمدادات

وفي الوقت نفسه، حذّر كبار منتجي الطاقة خلال مؤتمر “أديبك” في أبوظبي، من أن الإمدادات ستتأثر بمجموعة العقوبات الأخيرة المفروضة على روسيا. وقال الرئيس التنفيذي لشركة “بي بي” (BP) موراي أوشنكلوس إن هذه القيود “خطيرة وتؤثر فعلياً على الإمدادات”.