قال الدكتور محمود الحصري، أستاذ الآثار واللغة المصرية القديمة، إن وصف إحدى الصحف المكسيكية للمتحف المصري الكبير بأنه “الهرم الرابع” لم يأتِ من فراغ، بل يعكس نظرة العالم إلى هذا الإنجاز المصري الاستثنائي الذي يُجسّد عبقرية الحاضر امتدادًا لعظمة الماضي.
وأوضح «الحصري» في مداخلة هاتفية لبرنامج “خط أحمر” الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن الدولة المصرية بكامل مؤسساتها تعمل منذ سنوات على التحضير لحفل افتتاح أسطوري يليق بقيمة هذا الصرح الثقافي، مشيرًا إلى أن فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي وجّه الدعوة لأكثر من 40 قائدًا ورئيسًا وملكًا ووزيرًا من مختلف دول العالم للمشاركة في هذا الحدث التاريخي الذي سيتابعه الملايين حول العالم.
أضخم متحف في العالم
وأكد الخبير الأثري أن المتحف المصري الكبير يُعد أضخم متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، إذ يضم أكثر من 130 ألف قطعة أثرية تجسّد مسيرة الحضارة المصرية عبر آلاف السنين، منها كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة كاملة داخل قاعتين تمتدان على مساحة 7 آلاف و500 متر مربع.
وأشار «الحصري» إلى أن المتحف سيضم كذلك المركب الثانية للملك خوفو التي فشلت بعثات أجنبية عدة في ترميمها، إلا أن الخبراء والمرممين المصريين نجحوا في تنفيذ المهمة بالتعاون مع فريق ياباني متخصص، في إنجاز علمي وتقني غير مسبوق.
عبقرية المصري القديم
وأضاف أن من أبرز مفاجآت المتحف أيضًا المسلة المعلقة وتمثال الملك رمسيس الثاني القابع عند المدخل، حيث تتعامد عليه أشعة الشمس مرتين سنويًا في مشهد مهيب يجسد عبقرية المصري القديم في توظيف العلم والفلك لخدمة الفن والمعمار.
رسالة حضارية من مصر إلى العالم
واختتم الدكتور محمود الحصري حديثه بالتأكيد على أن المتحف المصري الكبير ليس مجرد مشروع أثري، بل رسالة حضارية من مصر إلى العالم تؤكد أن أم الحضارات لا تزال قادرة على الإبداع وصناعة الدهشة كما كانت منذ آلاف السنين.






