تجري كازاخستان محادثات مع شركة “إكسون موبيل” الأميركية، بشأن استغلال الجزء غير المطور من حقل النفط العملاق “كاشاغان”، وفقاً لأشخاص مطلعين.
وذكر الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأن المحادثات خاصة، أن المناقشات بين “إكسون” ومسؤولين كبار من الدولة الواقعة في آسيا الوسطى، شملت تفاصيل حول كيفية تنفيذ التوسعة المحتملة للحقل.
وأشاروا إلى أنه لا توجد ضمانات بالتوصل إلى اتفاق، رغم حرص كازاخستان على المضي قدماً في تطوير مشاريع نفطية بحرية جديدة لزيادة الإنتاج.
ارتباط المحادثات بحقل “تنغيز” واتفاقيات أخرى
الأشخاص أوضحوا أن المحادثات تشمل أيضاً قضايا أخرى، من بينها تمديد ترخيص حقل “تنغيز” الذي تشارك فيه “إكسون” أيضاً كشريك.
ويُعد حقل “كاشاغان”، الذي اكتُشف عام 2000، أكبر اكتشاف نفطي في العقود الأخيرة. وكانت شركة “إيني” المشغّل الأصلي للحقل، قد توقعت أن يصل إنتاجه إلى 1.5 مليون برميل يومياً، لكن بعد سلسلة من التأخيرات وتجاوز التكاليف، يبلغ الإنتاج الحالي نحو 450 ألف برميل يومياً فقط.
وفي يونيو الماضي، أعلنت شركة النفط الوطنية الكازاخستانية “كازموناي غاز” أنها تركّز جهودها على إقناع شركائها في مشروع “كاشاغان” بتطوير المزيد من موارد الحقل، إذ إن المرحلة الحالية، المعروفة باسم مشروع “شمال بحر قزوين” تستغل جزءاً محدوداً فقط من إمكاناته الكاملة.
ووفقاً لموقع “كازموناي غاز”، من المتوقع أن يرتفع إنتاج النفط إلى 500 ألف برميل يومياً بحلول عام 2026، وإلى 700 ألف برميل يومياً بحلول عام 2031، بعد بناء محطات إضافية لمعالجة الغاز.
“إكسون” بين الشركاء الرئيسيين
تُعد “إكسون موبيل” من الشركاء الرئيسيين في “كاشاغان”، إلى جانب “إيني” و”شل” و”توتال إنرجيز” و”كازموناي غاز”. كما تمتلك الشركة التي تتخذ في تكساس مقراً لها، حصة أقلية في حقل “تنغيز”، أكبر حقول البلاد، الذي تُديره شركة “شيفرون”.
وأشار الأشخاص إلى أن المناقشات حول التوسع في “كاشاغان” مرتبطة بمسائل تخص مشاريع أخرى في كازاخستان، منها تمديد رخصة “تنغيز” التي تنتهي عام 2033، إذ ترغب الحكومة في زيادة حصتها في المشروع كشرط لتجديد العقد.
اقرأ أيضاً: شيفرون توسع حقل نفط في كازاخستان
يخوض شركاء “كاشاغان” حالياً إجراءات تحكيم في السويد وسويسرا، حيث تسعى الحكومة للحصول على تعويضات قد تصل إلى 160 مليار دولار، معظمها مرتبط بخسائر إيرادات ناتجة عن تأخيرات في الإنتاج.
وقال الرئيس التنفيذي لـ”كازموناي غاز” أسخات خاسنوف في يونيو، إن الشركة مستعدة للمضي قدماً مع شركاء جدد إذا لم يرغب الشركاء الحاليون في استثمار المزيد في الحقل.
وحتى الآن، يتم الإنتاج فقط من الجزء الشرقي من “كاشاغان”، بينما لا تزال المناطق الغربية وحقول أخرى مجاورة غير مستغلة.
احتياطيات ضخمة وظروف تشغيل صعبة
تُقدّر الاحتياطيات الإجمالية للحقل بنحو 4.5 مليارات طن من النفط، ويمتد على مساحة تتجاوز 3000 كيلومتر مربع في الجزء الشمالي من بحر قزوين، بحسب بيان صادر عن شركة “تي أو أو” (TOO PSA)، وهي الجهة الممثلة لوزارة الطاقة الكازاخستانية في اتفاقيات تقاسم الإنتاج.
اقرأ أيضاً: كازاخستان عالقة في صراع بين عقود الماضي وأزمات الحاضر النفطية
وقالت شركة “شمال قزوين للتشغيل”، المشغّل الحالي للحقل، إن المنشآت الحالية ستستخرج ما بين مليار وملياري طن من هذه الموارد، بموجب اتفاقية لتقاسم الإنتاج سارية حتى عام 2041.
ويُعتبر تطوير “كاشاغان” من أكثر المشاريع تعقيداً في العالم بسبب الضغط العالي في المكمن وارتفاع تركيز غاز “كبريتيد الهيدروجين” السام في النفط المنتج، إضافة إلى الموقع الجغرافي الصعب في مياه بحر قزوين الضحلة التي تتجمّد خلال فصل الشتاء.
وامتنع المتحدث باسم “إكسون موبيل” عن التعليق، كما رفضت “كازموناي غاز” التعليق، ولم ترد وزارة الطاقة الكازاخستانية على طلبات التعليق.

 
		
 
									 
					 اختر منطقتك
 اختر منطقتك	 حالة الطقس
 حالة الطقس	





