شكران مرتجى وبرنامج “أوه لا لا”: بين الفن والسياسة

تخيل أنك تجلس في مقهى هادئ، تحتسي قهوتك المفضلة، وفجأة تجد نفسك في قلب عاصفة إعلامية! هذا بالضبط ما حدث مع الفنانة السورية شكران مرتجى بعد إطلاق برنامجها الجديد “أوه لا لا” على قناة “أل تي في”.

منذ اللحظة الأولى لعرض البرنامج، بدا واضحًا أن شكران قد دخلت منطقة جديدة تمامًا في مسيرتها الفنية. فبعد استضافتها للفنان القدير دريد لحام والمخرج السوري سيف الدين سبيعي، لم تكن ردود الفعل كما توقعت. بل جاءت كالعاصفة التي اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي.

الجدل السياسي يشتعل

لم يكن الأمر مجرد برنامج ترفيهي عادي. فقد أثار حديث الضيوف عن الأوضاع السياسية في سوريا موجة من الانتقادات اللاذعة. بعض المتابعين وصفوا الأسئلة بأنها تافهة ومستفزة، بينما رأى آخرون أنها تجاوزت الخطوط الحمراء.

وبينما كان البعض يتهم البرنامج بمحاولة تلميع الوجوه المحسوبة على نظام الأسد، اعتبر آخرون أن المخرج سبيعي قد انتقد الدولة بشكل غير مباشر. وكأننا نشاهد فيلمًا دراميًا مليئًا بالتوتر والإثارة!

إغلاق الحسابات: خطوة للوراء أم تكتيك ذكي؟

وسط هذه الزوبعة الإعلامية، وجدت شكران نفسها مضطرة لإغلاق حساباتها الرسمية على “فيسبوك” و”إكس”. ربما كانت هذه خطوة ذكية لاحتواء العاصفة وإعادة التفكير في الخطوات القادمة.

لكن هل كان هذا القرار بمثابة وداع مؤقت أم أنه بداية لمرحلة جديدة من التفكير والتخطيط؟ فقط الوقت سيكشف لنا الإجابة.

“تمجيد الأسد” والجدل المستمر

من أكثر الفقرات التي أثارت الجدل كانت تلك التي تحدث فيها الضيوف عن النظام السياسي السوري. حيث قال سبيعي إن تغيير الأشخاص في المناصب لا يعني سقوط النظام أو تحوله، مما أثار حفيظة العديد من المنتقدين الذين رأوا فيه تمجيدًا للنظام الحالي.

ومع ذلك، أكد سبيعي أن ما نعيشه اليوم هو فرصة نادرة للتعبير عن الرأي ويجب استغلالها قبل أن تغلق ثانية. وكأنه يوجه رسالة مشفرة إلى الجمهور بأن الأمور ليست كما تبدو دائمًا!

ماذا بعد؟

بينما تستمر النقاشات والجدل حول برنامج “أوه لا لا”، يبقى السؤال الأهم: كيف ستتعامل شكران مرتجى مع هذه التحديات الجديدة؟ وهل سيكون لهذا البرنامج تأثير طويل الأمد على مسيرتها الفنية والشخصية؟

الأيام القادمة ستكون حاسمة بلا شك. وربما تكون هذه العاصفة الإعلامية مجرد بداية لفصل جديد ومثير في حياة شكران المهنية.

شاركها.