يستعد رئيس الوزراء الأسترالي لطرح الثروات المعدنية الضخمة لبلاده كحلّ لقيود الصين على المعادن النادرة خلال اجتماعه يوم الاثنين مع الرئيس دونالد ترمب، في وقت تسابق فيه الولايات المتحدة ودول أخرى الزمن لتنويع مصادر إمدادات المعادن الحيوية.

من المقرر أن يلتقي أنتوني ألبانيزي بالرئيس ترمب نحو الساعة الحادية عشرة صباحاً في واشنطن، ويهدف خلال الاجتماع إلى التوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة بشأن المعادن الحيوية.

من المتوقع أن يسعى ألبانيزي للحصول على تطمينات بشأن التزام الإدارة الأميركية باتفاقية “أوكوس”، التي تنص على مساعدة الولايات المتحدة لأستراليا في الحصول على غواصات نووية.

اقرأ أيضاً: قيود الصين الجديدة على المعادن النادرة تشعل سباق إمدادات

قيود الصين على المعادن النادرة

 هيمنت خطوة الصين بفرض قيود غير مسبوقة على صادرات سلسلة إمدادات المعادن النادرة على مناقشات قادة المالية العالمية في واشنطن الأسبوع الماضي.

أشار وزير الخزانة سكوت بيسنت إلى أن جبهة موحّدة بدأت تتشكل، لافتاً إلى أن المسؤولين الأميركيين يجرون محادثات مع “الحلفاء الأوروبيين وأستراليا وكندا والهند والديمقراطيات الآسيوية” بشأن الرد على تلك الخطوة.

ينضم ألبانيزي إلى عدد من نظرائه الذين سافروا إلى واشنطن في مسعى لتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، مع الحرص على تجنّب أي مواجهة مع الرئيس المعروف بتقلّب مواقفه ومزاجه.
 

اقرأ أيضاً: قيود الصين على المعادن النادرة توحّد الحلفاء خلف ترمب

أظهر استطلاع نُشر الأسبوع الماضي أن الأستراليين ما زالوا مؤيدين للتحالف مع الولايات المتحدة، لكنهم يعارضون ترمب ويبدون قلقاً حيال مستقبل الديمقراطية الأميركية. وبناءً على ذلك، يتعين على ألبانيزي تحقيق توازن دبلوماسي دقيق.

عرض أسترالي أمام ترمب

قبيل اجتماع يوم الاثنين، أبرز السفير الأسترالي في واشنطن كيفن راد قدرة بلاده على تقديم حلول لأزمة المعادن الحيوية التي تهدد اقتصادات الغرب، وذلك في عرضٍ ترويجي قدمه لإدارة ترمب.

 قال راد خلال خطاب ألقاه في واشنطن الأسبوع الماضي: “أستراليا تمتلك تقريباً كل أنواع المعادن والعناصر الموجودة في الجدول الدوري. امتلامتلاك الموارد شيء، ومعرفة كيفية استخراجها وتشغيلها في صناعة عالية التقنية أمر آخر، ونحن نملك أكبر وأفضل شركات التعدين في العالم”. 

أشار راد إلى أن الولايات المتحدة تعاني نقصاً في نحو 50 من المعادن الحيوية والنادرة، مؤكداً أنه من خلال استثمارات مشتركة من الجانبين يمكن لأستراليا أن “تُلبّي احتياجات تتراوح بين 30 و40 من تلك المعادن دون جهد إضافي كبير، دون جهد إضافي كبير، خصوصاً في مجال المعادن النادرة المكررة”. 

مستقبل التعاون الأسترالي الأميركي

منذ فترة، يبدي المشاركون في السوق تفاؤلاً بشأن احتمال أن تناقش كل من كانبيرا وواشنطن بجدية قدرة أستراليا على توفير شحنات آمنة من المعادن النادرة ومساعدة الولايات المتحدة على تطوير قدراتها الخاصة. 

وقد راهن المستثمرون على الشركات التي يُتوقع أن تستفيد من الدعم الأميركي، حيث ارتفعت أسهم شركات التعدين مثل “ليناس رير إيرثز” (Lynas Rare Earths) بأكثر من 150% خلال الأشهر الاثني عشر الماضية.

قال أشخاص مطّلعون على المحادثات إن مسؤولين من عدة وكالات أميركية أبلغوا ممثلين عن أكثر من 12 شركة تعدين أسترالية، خلال اجتماعات في واشنطن الشهر الماضي، بأن الإدارة الأميركية تدرس آليات تتيح لها الاستثمار في تلك الشركات من خلال حصص تُشبه الأسهم.

واشنطن تبحث عن بدائل الصين

في وقت سابق من هذا الشهر، قالت شركات تعدين إنها تلقّت دعوة إلى واشنطن لتقديم إحاطة للسفير كيفن راد حول مشروعاتها. إذا قررت الولايات المتحدة الاستثمار بحصص في تلك الشركات، فلن تكون هذه المرة الأولى التي تستثمر فيها حكومة أجنبية مباشرة في مشروع موارد أسترالي. 

فقد ضخت اليابان أموالاً في شركة “ليناس” عام 2011 بعدما أوقفت الصين إمدادات المعادن النادرة بسبب نزاع إقليمي، ثم زادت استثماراتها في عام 2023 لتأمين إمدادات من العناصر النادرة الثقيلة المستخدمة في صناعة المغناطيس وهي تحديداً العناصر التي تفرض الصين قيوداً على تصديرها حالياً.

رغم أهميتها الاستراتيجية، بقيت أسعار المعادن الحيوية منخفضة، مما كبَح آمال أستراليا في الاستفادة الاقتصادية منها اقتصادياً، ودفع حكومة ألبانيزي إلى الشروع في إنشاء احتياطي بقيمة 1.2 مليار دولار أسترالي.

 مراجعة اتفاقية “أوكوس”

تتطلع أستراليا أيضاً إلى الاطلاع على نتائج المراجعة التي تجريها الولايات المتحدة لاتفاقية “أوكوس”، فيما عبّر المسؤولون في كانبيرا علانية عن ثقتهم بأن الاتفاقية الأمنية الواسعة مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ستبقى قائمة.

ترى أستراليا أن المراجعة تتركّز أساساً على تعزيز الاتفاقية لا على تفكيكها، وفقاً لأشخاص مطلعين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لحساسية المداولات الداخلية.

اقرأ أيضاً: واشنطن تراجع اتفاقية “أوكوس” للغواصات.. وأستراليا: سنعمل عن كثب

 زار وزير صناعة الدفاع بات كونروي واشنطن الأسبوع الماضي، وقال إنه وجد مواقف إيجابية تجاه الاتفاقية. أوضح كونروي: “التقيت قادة بارزين في الكونغرس أعربوا عن حماسهم الكبير لأهمية اتفاقية أوكوس، ولمستُ تفاؤلاً واضحاً خلال اجتماعاتي في البنتاغون”. 

شاركها.