ويهدد تدمير الجسر الأخير في المنطقة بعرقلة قدرة موسكو على إيصال الإمدادات والتعزيزات لقواتها في نحو 700 كيلومتر مربع من الأراضي الروسية.
دمرت القوات الأوكرانية الجسر الأخير فوق نهر سيم الواقع في قرية كاريج في منطقة كورسك الروسية، بحسب مسؤولين روس.
وهذا الجسر هو الثالث الذي يتم تدميره، بعد أن ألحقت كييف أضرارا بالجسر الأول على بعد 16 كيلومترا شمال غرب منطقة القتال الرئيسية في كورسك في أواخر أغسطس/آب، والجسر الثاني في زفانوي يوم الأحد.
وكان الجسر هو المعبر الرئيسي الأخير في المنطقة، وتدميره يعني أن القوات الروسية ستواجه صعوبة في إدخال الإمدادات والتعزيزات إلى منطقة تبلغ مساحتها نحو 700 كيلومتر مربع.
ستعتمد الوحدات الروسية على الجانب الجنوبي من النهر الآن على الجسور العائمة، التي أصبحت عرضة للهجمات الأوكرانية.
وفي أحدث تقييم له، قال معهد دراسة الحرب، وهو مؤسسة بحثية مقرها واشنطن، إن القوات الروسية أعادت على الأرجح نشر أكثر من 5 آلاف جندي في كورسك من أجل مواجهة القوات الأوكرانية، التي من المرجح أنها فاجأت موسكو عندما دخلت منطقة كورسك في أوائل أغسطس/آب.
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الأحد إن التوغل العسكري في كورسك يهدف إلى إنشاء منطقة عازلة، مشيرا إلى أنها قد تمنع هجمات موسكو عبر الحدود.
الهجوم على روسيا هو الأكبر على البلاد منذ الحرب العالمية الثانية، حيث توغلت أوكرانيا في عمق الأراضي الروسية في عدة اتجاهات مع القليل من المقاومة.
في الأسبوع الماضي، زعم القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية الجنرال أوليكساندر سيرسكي أن قواته تقدمت عبر ألف كيلومتر مربع من المنطقة، على الرغم من أنه من غير الممكن التحقق بشكل مستقل من المناطق التي تسيطر عليها القوات الأوكرانية بشكل فعال.
قالت ناتاليا بوجايوفا، زميلة في معهد دراسة الحرب في واشنطن، إن الهجوم الأوكراني في كورسك “لديه القدرة على توليد الزخم لأوكرانيا”.
وأضاف بوجافوا أن التوغل الأوكراني في منطقة كورسك لا يزال يجبر روسيا على إعادة نشر قواتها من أماكن أخرى، وأن القتال في المستقبل داخل روسيا سيتطلب المزيد من القوى البشرية والمعدات الروسية في المنطقة.